حالة اضطراب في الأسواق تدفع الناس لتخرين السلع وإنفاق المدخرات تزامناً مع تخبط الليرة السورية
حالة اضطراب في الأسواق تدفع الناس لتخرين السلع وإنفاق المدخرات تزامناً مع تخبط الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
تشهد الأسواق السورية حالة اضطراب شديدة مع التماس الناس لحركة غير طبيعية تمثلت بنقص حاد ببعض السلع، بالإضافة إلى غلاء مفاجئ بأسعار العديد من المواد الأساسية، الأمر الذي أدى إلى ردة فعل كبيرة لدى المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية.
وقد تزامن ما سبق مع وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قياسية في الانخفاض أمام الدولار والعملات الأجنبية مع نهاية تعاملات الأسبوع الفائت، مما دفع معظم الناس إلى الهرع لتخزين المواد والسلع التي من المحتمل أن تختفي من الأسواق مثل الزيت النباتي والطحين وعدة مواد أخرى.
وأكدت مصادر محلية أن العديد من الناس قد اتجهوا أيضاً إلى صرف مدخراتهم معتقدين أنهم مقبلين على أيام سيصبح فيها الزيـ.ـت والسمن والسكر أغلى مـ.ـن أي أوراق نقدية مكدسة قد يأكلها التضخم.
ويرى خبراء في مجال الاقتصاد أن كل ما سبق يأتي على وقع الحـ.ـرب في أوكـ.ـرانيا والعقـ.ـوبات الغربية التي تم فرضها مؤخراً على روسـ.ـيا، وذلك نظراً للعلاقات التجارية الكبيرة التي تربط سوريا بموسكو.
ويضاف إلى ذلك وجود علاقات مالية ومصرفية وثيقة تتعلق بالتحويلات المالية بشكل رئيسي بين دمشق والبنوك الروسـ.ـية، وبالتالي فإن الاقتصاد السوري سيتأثر بشكل حاد جراء العقـ.ـوبات على روسـ.ـيا.
كما أن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية “محمد سامر الخليل” كان قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن الأسواق السورية باتت تعتمد بشكل رئيسي على الموردين الـ.ـروس في قطاعات مختلفة من أهمها القمح، مشيراً إلى أن الميزان راجح باتجاه روسـ.ـيا تجارياً، وفق قوله.
وفي ضوء المعطيات آنفة الذكر، يؤكد المحللون أن العقـ.ـوبات الغربية على موسكو سيكون لها انعكاسات سلبية وآثار سريعة على قيمة الليرة السورية أمام الدولار وعلى الاقتصاد السوري بالمجمل خلال الفترة القادمة، مشيرين إلى أن التأثيرات بدأت تظهر بالفعل حيث ارتفعت أسعار العديد من المواد، بالإضافة إلى شح توفر بعض السلع، لاسيما القمح والزيت النباتي.
وينوه محللون وخبراء ماليون ومصرفيون إلى أن اندفاع المواطنين السوريين إلى شراء السلع وتخزينها وإنفاق مدخراتهم بسرعة خلال الأيام القليلة الماضية قد ساهم بزيادة السيولة المطروحة في السوق بشكل مفاجئ وصادم، مما أدى إلى انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار بشكل متسارع.
ويرجح معظم المحللين أن تشهد الليرة السورية انخفاضاً أكبر بقيمتها في الفترة القادمة، لاسيما في حال توجه السوريين بعد تخزين المواد إلى الاحتياط الآمن بالدولار، وهو ما سيساهم برفع الطلب على الدولار وبالتالي مزيداً من الانخفاض بقيمة الليرة.
اقرأ أيضاً: السيناريو الاقتصادي الأسوأ يبدأ في سوريا كما كان متوقعاً وخبراء يتحدثون عن انهيار حقيقي قادم!
تجدر الإشارة إلى أن المستشار في رئاسة حكـ.ـومة النظـ.ـام “أيوب عريش” كان قد أكد أن الأزمـة الأوكـ.ـرانية ستحمل في طياتها تأثيرات واسعة على اقتصاد العالم ككل، والاقتصاد السوري على وجه الخصوص.
في حين أشار الخبير الاقتصادي “مصطفى خليل” في حديث مع وكـ.ـالة إعلامية عربية، أن الأسواق في سوريا ستشهد ارتفاعات غير مسبوقة بأسعار معظم المواد وبشكل يومي في الأسابيع المقبلة.