الاتحاد الأوروبي يخشى موجة لجوء جديدة خلال عام 2020 بسبب الأوضاع في إدلب
قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي لا توقف تقدمها نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في محافظة إدلب وما حولها، تلك المناطق التي يسكن فيها قرابة أربع ملايين سوري.
وكلما تقدمت قوات نظام الأسد إلى منطقة جديدة يضطر سكانها لمغادرتها باتجاه الحدود السورية التركية، حيث بلغ عدد النازحين حوالي 250 ألف نازح خلال الشهر الأخير من العام الماضي.
ويمثل الدخول إلى الأراضي التركية ومن ثم متابعة الرحلة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي الأمل الأخير بالنسبة للكثير من العائلات السورية التي فقدت منازلها، ولم يعد بمقدورها العودة إلى المناطق التي نزحوا منها بعد سيطرة نظام الأسد على ديارهم وممتلكاتهم.
وعلى الرغم من صعوبة الدخول إلى تركيا واجتياز الحدود بسبب التدقيق وإجراءات الأمن التي تقيمها الحكومة التركية لمنع تدفق أعداد كبيرة من النازحين، إلا أن العديد من السوريين وفور وصولهم إلى أماكن قريبة من الحدود التركية يسعون مباشرة للعبور والتوجه نحو دول الاتحاد الأوروبي.
هذا الطريق الذي يشكل بارقة أمل للعديد من السوريين، لكنه بذات الوقت بشكل مصدر قلق وإزعاج بالنسبة للحكومات في الدول الأوروبية، إذ تخشى تلك الحكومات من موجة هجرة جديدة إلى أوروبا خلال العام الحالي نتيجة الأوضاع الحالية في محافظة إدلب، ونزوح مئات آلاف العائلات السورية من مدنهم وقراهم بعد تقدم قوات النظام السوري جنوب مدينة إدلب التي باتت آخر معاقل المعارضين لنظام الأسد.
تدرك معظم دول الاتحاد الأوروبي أنه في حال تابعت روسيا دعمها لقوات النظام السوري في تقدمها باتجاه مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية بالقرب من محافظة إدلب، فإن عام 2020 سيشهد أكبر موجة لجوء جماعي، حيث لن تستطيع الحكومة التركية إيقاف هذه الأعداد الكبيرة ومنعها من دخول تركيا، وبالتالي قد تلجأ أنقرة إلى فتح حدودها باتجاه أوروبا التي تأخذ الموضوع على محمل الجد بحسب ما ورد في عدة تقارير صادرة عن صحف أوروبية.
احتمال وصول عدد الراغبين بالوصول لأوروبا إلى 5 مليون لاجئ
يرى بعض السياسيين الأوروبيين أنه بإمكان تركيا مساعدة دول الاتحاد الأوروبي بمنع تدفق أعداد هائلة من اللاجئين، ويرون أن من المنطقي دعم تركيا في توجهاتها لإقامة منطقة آمنة شمال شرق سوريا، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على الحكومة التركية والدول الأوروبية واللاجئين السوريين في حال تم تأمين كافة مستلزمات الحياة الأساسية والضرورية لهم في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شرق الفرات.
في ذات الوقت ينظر عدد من السياسيين في أوروبا على أن الأوضاع في محافظة إدلب السورية من الممكن أن تنفجر بشكل مفاجئ، ويرون أنه في حال حدث ذلك، فإن السيطرة على تبعات الأمر من الممكن أن تكون مستحيلة نتيجة حجم الأزمة الكبير الذي ستشهده المنطقة، حيث أن تركيا لن تكون قادرة على مواجهة الموجة البشرية، إذ من المحتمل أن تصل أعداد السوريين الذي يرغبون بعبور الحدود إلى ما يقارب 3 مليون إنسان.
ولم يغفل المسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن انضمام معظم اللاجئين السوريين الذين يسكنون في تركيا إلى اللاجئين الجدد في حال تفاقمت الأوضاع في محافظة إدلب، حيث من الممكن في ذلك الوقت أن يصل عدد الراغبين بالتوجه إلى أوروبا أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، الأمر الذي ينذر بأزمة حقيقية قد تعيشها الدول الأوروبية إذا ما استمر النظام السوري في تقدمه باتجاه معقل المعارضة الأخير شمال غرب سوريا.
وبحسب مراقبين تابعين للأم المتحدة فإن المناطق التي تقع جنوب محافظة إدلب، قد شهدت خلال الشهر الأخير من العام الماضي عملية النزوح الأكبر بشكل منفرد خلال سنوات الثورة السورية المستمرة منذ عام 2011، وتقول آخر الإحصائيات أن معظم المدن والقرى في تلك المنطقة أصبحت خاوية على عروشها.