لعبة جديدة يلعبها مصرف سوريا المركزي وفرق كبير بين سعر الدولار على الشاشات وسعره على أرض الواقع
لعبة جديدة يلعبها مصرف سوريا المركزي وفرق كبير بين سعر الدولار على الشاشات وسعره على أرض الواقع
طيف بوست – فريق التحرير
تحدثت مصادر اقتصادية سورية عن لعبة جديدة يلعبها مصرف سوريا المركزي بخصوص سعر صرف الدولار المتداول في الفترة الحالية أمام الليرة السورية، مشيرة إلى أن سعر الصرف الحالي يعتبر سعراً وهمياً سواءً في النشرة الرسمية أو في تعاملات السوق السوداء.
وضمن هذا السياق، أشار خبير اقتصادي من دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” أن مصرف سوريا المركزي يلعب لعبة جديدة ويعزف على وتر تثبيت سعر صرف الدولار عند سعر منخفض وإيهام الناس بأنه هذا السعر واقعي.
وأوضح أن الفرق كبير جداً بين سعر صرف الدولار في سوريا على الشاشات وسعره على أرض الواقع، حيث يمكن الوصول إلى سعر صرف الدولار الواقعي والفعلي في الأسواق السورية من خلال مقارنة أسعار السلع والبضائع في السوق.
ولفت إلى أن اللعبة التي يلعبها مصرف سوريا المركزي تقوم على مبدأ تثبيت سعر صرف الدولار وهمياً وترك أسعار المواد في الأسواق ترتفع إلى مستويات قياسية، منوهاً أن تقويم سعر الكثير من السلع في سوريا يتم من قبل التجار على سعر يصل إلى 30 أو 35 ألف ليرة سورية وأكثر في بعض الأحيان.
ونوه أن قواعد اللعبة التي يتبعها البنك المركزي السوري تقوم على مبدأ تحويل الارتفاع من ارتفاع في سعر صرف الدولار إلى ارتفاع كبير جداً في أسعار السلع والبضائع سواءً المنتجة محلياً أو المستوردة من خارج البلاد.
وأفاد الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن مصرف سوريا المركزي يحاول منافسة مكاتب السوق السوداء التي تسيطر في واقع الأمر على سوق الصرف والحوالات وتتحكم في اتجاه سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.
وأضاف أن مصرف سوريا المركزي يجد نفسه قادراً على تثبيت سعر صرف الدولار بأدوات مختلفة، لكنه يبقى غير قادراً على تثبيت الأسعار في الأسواق، حيث يحدد سعرها بموجب عدة عوامل خارجة عن دائرة سيطرته.
وكان الخبير الاقتصادي السوري “جورج خزام” قد أشار في عدة منشورات له إلى مصطلح “وهم تثبيت سعر صرف الدولار في سوريا”، منوهاً إلى أن مصرف سوريا المركزي يحاول تثبيت سعر الصرف بالقوة، وهي طريقة غير علمية في اقتصاد السوق.
اقرأ أيضاً: مقارنة مع قيمة الليرة السورية والأسعار عام 2010.. كم يجب أن يكون وسطي الرواتب في سوريا اليوم؟
وأشار “خزام” إلى أن قوى السوق التي تتمثل بقوى العرض والطلب سواءً على الدولار أو السلع وسعر التوازي الحسابي فيما بينها، هي أقوى بكثير من أي قرارات تهدف لتثبيت سعر صرف الدولار والمواد والمنتجات في الأسواق مهما كان مصدرها.
وختم الخبير أحد منشوراته بالإشارة إلى أنه من الناحية النظرية، فإن سعر صرف الدولار في سوريا 13600 ليرة سورية، لكن من الناحية العملية فإن الأسعار في الأسواق يتم تقويمهما على سعر صرف للدولار يتراوح بين 18 إلى 50 ألف ليرة سورية.
