كميات كبيرة من الدولار تدخل سوريا يومياً وتساهم باستقرار سعر الصرف.. من أين مصدرها وما مخاطرها؟
كميات كبيرة من الدولار تدخل سوريا يومياً وتساهم باستقرار سعر الصرف.. من أين مصدرها وما مخاطرها؟
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر اقتصادية إقليمية أن كميات كبيرة من الدولار بدأت تدخل إلى سوريا يومياً في الآونة الأخيرة، مشيرة أن الدولارات التي وصلت إلى دمشق ساهمت بشكل كبير في استقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأوضحت المصادر أن الدولارات تصل إلى دمشق عن طريق الأراضي اللبنانية، لكن على الرغم من الفائدة التي يجنيها الاقتصاد السوري من وراء دخول الدولار، إلا أن دخوله بطريقة غير قانونية يترتب عليه بعض المخاطر.
وبينت أن من أكبر المخاطر هو انتشار الدولار المزور بشكل كبير في الأسواق السورية، حيث اتخمت أسواق بعض المدن السورية بكميات كبيرة من الدولارات المزورة التي يصعب على الأشخاص العاديين اكتشافها نظراً لأنها مشغولة بأدوات متطورة وباحترافية عالية.
ونوهت إلى أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 300 ألف دولار أمريكي مزورة منتشرة في مختلف المناطق في سوريا، حيث أن معظم الدولارات المزورة من فئة الـ 100 دولار، وهذا يسبب على المدى البعيد آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد السوري وسعر الصرف كذلك الأمر.
ولفتت إلى أن الكميات الكبيرة من الدولار التي تصل إلى سوريا بشكل يومي في الآونة الأخيرة عبر لبنان تسبب في استقرار وارتفاع وهمي في قيمة الليرة السورية أمام الدولار، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار مفاجئ في سعر صرف الليرة السورية في قادم الأيام حين يتوقف تدفق الدولارات ويتم اكتشاف الكميات الكبيرة المزورة منها.
وأفادت أن كميات الدولار التي تدخل سوريا بشكل يومي تقريباً عبر الأراضي اللبنانية لم يعرف بعد مصدرها الأساسي، وفيما إذا كانت جهات لبنانية هي التي تصدرها إلى سوريا أن جهات خارجية تقوم بإرسالها إلى دمشق عبر بيروت من أجل الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
وكانت العديد من التقارير قد أشارت إلى أن دول الخليج قد تعهدت بدعم الاقتصاد السوري بالقطع الأجنبي والعمل على جعل الليرة السورية والمؤشرات الاقتصادية في سوريا مستقرة، الأمر الذي من شأنه أن يشجع السوريين على العودة إلى بلادهم.
اقرأ أيضاً: نصيب الفرد من إجمالي الدخل المحلي في سوريا.. كم دولار تبلغ حصة الفرد وكم يوم يكفيه المبلغ؟
تجدر الإشارة إلى أن خزينة مصرف سوريا المركزي لا توجد فيها كميات كافية من الدولار تجعله قادراً على التحكم في سعر صرف الليرة السورية في الأسواق السورية، الأمر الذي يجعل السوق السوداء تتحكم بسعر الصرف في سوريا.
وبحسب محللين اقتصاديين فإن مصرف سوريا المركزي اعتمد خلال السنوات الماضية على رفد خزينته بالدولار عن طريق وصول كميات من القطع الأجنبي إما من العراق أو لبنان أو من خلال مصادرة أموال كبرى الشركات والتجار بحجة تعاملهم بغير الليرة السورية.