كشف المستور حول عقد الاستثمار بين الخطوط الجوية السورية و”إيلوما” وحديث عن ملايين الدولارات المفقودة
كشف المستور حول عقد الاستثمار بين الخطوط الجوية السورية و”إيلوما” وحديث عن ملايين الدولارات المفقودة
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر إعلامية سوريا مزيداً من المعلومات والتفاصيل حول عقد الاستثمار الذي تم الإعلان عم توقيعه في الآونة الأخيرة بين مؤسسة الخطوط الجوية السورية وشركة “إيلوما” الخاصة، وذلك وسط غموض يلف عقد الاستثمار تحت مسمى التشاركية بين الجانبين.
وضمن هذا السياق، أكد المصادر أن هذه الخطوة على الرغم من أنها خطوة في ظاهرها توحي بأن هناك انفتاح اقتصادي في سوريا، إلا أن جوهرها على عكس ذلك تماماً، حيث سيتم فقدان ملايين الدولارات كانت من المفترض أن تصب في الخزينة العامة، لكنها ستذهب للشركة الخاصة.
وأوضحت المصادر أن شركة “إيلوما” بعد تتبع الوثائق والحصول على تفاصيل من مصادر مقربة من دائرة صنع القرار بدمشق تبين أنها واجهة للمكتب الاقتصادي في القصر، أي أن هذا الاستثمار لا يخرج من سياق خصخصة بعض القطاعات العامة في سوريا لصالح ذلك المكتب دون أن يتم منح أي استثمار لرجال أعمال مستقلين أو لمستثمرين أجانب.
وبينت أن خطوة التشاركية بين الخطوط الجوية السورية وشركة “إيلوما” تبدو بأنها إيجابية من الناحية الاقتصادية، لكن إذا ما علمنا أن الشركة المستثمرة مرتبطة بشكل وثيق بأفراد محسوبين على المكتب الاقتصادي بالقصر، فإننا ندرك أنه هذا القطاع سيتبع قطاع الكهرباء الذي تم التعامل معه بطريقة مماثلة العام الماضي.
وأضافت أن ما ستقوم به شركة “إيلوما” المستثمرة كانت الجهات المعنية قادرة على فعله لو حصلت على تمويل كافي، حيث أن شراء الطائرات وإعادة تأهيل المطارات يجب أن يتم تمويله من الخزينة العامة، وذلك نظراً لأنه قطاع رابح، إذ أن ما سيتم دفعه من أموال ستتم استعادته خلال فترة زمنية قصيرة وبأضعاف المبالغ التي تم دفعها.
ووفقاً للمصادر فإن ملكية شركة “إيلوما” الخاصة تعود إلى ثلاثة أشخاص، هم “علي محمد ديب” و”رزان حميرة” وكل منهما لديه 330 ألف سهم في الشركة، فضلاً عن “راميا حمدان ديب” التي تملك 340 ألف سهم في الشركة.
وأفادت المصادر أن الشخصيات الثلاثة المؤسسين للشركة يعتبرون واجهة للمكتب الاقتصادي بالقصر لتنفيذ بعض المهام المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية في سوريا والاستحواذ عليها، مثل قطاعات الاتصالات والكهرباء وسوق الصرف وأخيراً قطاع الطيران.
ونوهت أن ارتباط الشخصيات بالقصير يثير التساؤلات هو أهداف عقد الاستثمار بين الخطوط الجوية السورية والشركة، الأمر الذي يشير محللون إلى أنه يوضح أن عقد الاستثمار جاء لخدمة أشخاص محددين ولن يؤدي إلى تلبية احتياجات السوريين.
اقرأ أيضاً: وجهة سفر جديدة مليئة بفرص الاستثمار والعمل تستقطب السوريين.. إليكم تكلفة تأمين الفيزا والسفر إليها
وبحسب محللين اقتصاديين فإن هذه الخطوة تأتي لترسيخ هيمنة المكتب الاقتصادي على مزيد من القطاعات الرابحة في سوريا، حيث ستخدم الشركة المستثمرة مصالح القائمين على المكتب وتجعلهم يكسبون ملايين الدولارات، بينما كان من المفترض أن تصب هذه الملايين في الخزينة العامة وتستخدم لتلبية احتياجات الشعب السوري.
وختم المحللون حديثهم منوهين أن عقد الاستثمار بين الخطوط الجوية السورية وشركة “إيلوما” هو أمر تكرر في العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة في سوريا، مثل قطاع الكهرباء، مؤكدين أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور العديد من الشركة، حيث يتكون مهامها تحقيق أكبر فائدة مالية ممكنة لصالح المكتب الاقتصادي بالقصر.