صناعة السيارات الكهربائية في سوريا.. متى سنرى آلاف السيارات الكهربائية تجوب شوارع المدن السورية
صناعة السيارات الكهربائية في سوريا.. متى سنرى آلاف السيارات الكهربائية تجوب شوارع المدن السورية
طيف بوست – فريق التحرير
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن البدء في صناعة السيارات الكهربائية في سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث أثارت هذه الأحاديث جدلاً واسعاً في الأوساط السورية بين من يؤيد الفكرة على اعتبارها خطوة اقتصادية، وبين من يعارضها ويتنبأ بفشلها وسط الظروف الحالية في البلاد.
وبحسب تصريحات رسمية سابقة فإن رؤية السيارات الكهربائية والهجينة المصنعة محلياً تجوب شوارع المدن السورية ربما يكون خلال النصف الأول من عام 2025، حيث تجري في المرحلة الحالية الترتيبات اللازمة وإبرام العقود مع بعض الشركات الأجنبية.
وتزامناً مع ذلك يركز أصحاب الرأي الأول الذي ينادي بضرورة افتتاح مصانع لتصنيع السيارات الكهربائية محلياً على أن السيارات الكهربائية لها ميزات تجعلها أفضل من السيارات التي تعمل على البنزين، فضلاً عن أن نجاح المشروع من شأنه تعزيز الإنتاج المحلي وفتح الباب أمام جذب استثمارات جديدة مهمة تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
ويشير أصحاب هذا الرأي إلى أن الصين ستقوم بتقديم دعم كبير لمصانع السيارات الكهربائية وستجعل الجميع في السنوات القليلة المقبلة يقبلون على شراء هذه السيارات، حيث سيتم الترويج إلى أن عمرها هو ضعف عمر السيارات العاملة على البنزين، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الصيانة.
كما نوه أصحاب الرأي الذي يؤيد فكرة صناعة السيارات الكهربائية في سوريا إلى أن لهذه الصناعة فوائد اقتصادية كبيرة، لاسيما بما يخص دعم ميزان المدفوعات ودعن سلاسل الإمداد وفتح المجال أمام العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة، فضلاً عن خلق آلاف فرص العمل وتخفيف الضغط على الخزينة المالية العاملة.
وبالانتقال إلى أصحاب الرأي الآخر الذي يرى أن مشروع صناعة السيارات الكهربائية في سوريا سيكون فاشلاً، فيؤكد أصحاب هذا الرأي أن المشروع من حيث المبدأ والفكرة ممتاز، لكن على أرض الواقع في سوريا لا توجد أي مقومات تدعم إمكانية نجاح مثل هذه المشاريع التي تعتمد على حوامل الطاقة.
ويشيرون إلى أن سوريا باتت اليو من أغلى بلدان العالم من حيث أسعار حوامل الطاقة، حيث أنه لا وجود لفوائد أو جدوى اقتصادية من تصنيع السيارات الكهربائية محلياً، حيث لا توجد بنى تحتية للسيارات الكهربائية في البلاد مع عدم إمكانية تنفيذ مثل هذه المشاريع في الظروف الحالية.
وأكد أصحاب هذا الرأي أن نجاح مشروع تصنيع السيارات الكهربائية محلياً يحتاج إلى وجود مقومات معروفة لدى الجميع وهي غير متوفرة في سوريا حالياً، حيث أن هذه الصناعة لا تكفي لوحدها، فهي تحتاج إلى وجود إنتاج محلي من صناعات متممة مزودة لها مثل صناعة البطاريات والإطارات والمحركات والزجاج والأدوات الالكترونية التي تحتاجها السيارات، فضلاً عن وجود خبراء وفنيين في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: مشروع الباصات الكهربائية في سوريا يصل لمرحلة متقدمة وهذا موعد رؤيتها في شوارع المدن السورية
كما أشاروا إلى أن أسعار السيارات الكهربائية لا يزال مرتفع جداً في أسواق دول الجوار، حيث يصل يتراوح سعر السيارة الكهربائية بين 250 مليون ليرة سورية حتى مليار ليرة سورية وفقاً لمواصفات كل سيارة، وبالطبع فإن السيارات الكهربائية في حال تصنيعها في سوريا لن تكون أقل سعراً من الدول المجاورة.
ولفت أصحاب هذا الرأي إلى أن مشكلة عدم توفر الكهرباء في سوريا سيكون عائقاً كبيراً أمام نجاح هذا المشروع، حيث يحتاج شحن السيارة الكهربائية في المنزل إلى 12 ساعة متواصلة وإلى 16 لوح طاقة شمسية إذا كان الشحن يتم عبر الطاقة الشمسية، وهو ما يترتب عليه تكاليف باهظة تجعل الناس لا يقبلون على شراء السيارات الكهربائية.