صراع العروش السوري.. الحبكة الأسدية والرهان على حافظ الأسد الصغير
صراع العروش السوري.. الحبكة الأسدية والرهان على حافظ الأسد الصغير
طيف بوست – فريق التحرير
تحولات دراماتيكية تشهدها الساحة السورية على الصعيد الاقتصادي مع دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، بالتزامن مع الخلافات الحاصلة بين أفراد العائلة الحاكمة في سوريا.
وكان من اللافت خلال الأيام القليلة الماضية تهافت جميع الأطراف المعنية بالملف السوري بشأن الحصول على امتيازات اقتصادية ومالية، بما في ذلك أفراد الأسرة الحاكمة نفسها.
وقد دخلت جميع الأطراف في سباق مع الزمن من أجل النفوذ السياسي والاقتصادي، لاستشعارهم المخـ.ـاطر المحدقة بهم جراء تطبيق قانون “قيصر” بشكل موسع في السابع عشر من شهر يونيو/ حزيران الجاري.
ولا يخرج صراع “رامي مخلوف” وعائلته مع ابن عمته “بشار الأسد” وزوجته أسماء التي تنحدر من أسرة “سنية” في مدينة حمص وسط سوريا، عن ذلك السباق، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على الاقتصاد السوري، في صراع على العرش والمال في آن معاً.
ولا يخفى على أحد، أن أسماء الأسد تقوم حالياً بالعمل على تأسيس شركة اتصالات ثالثة في سوريا، لتوسيع نفوذها اقتصادياً، بعد أن نجحت بشكل لافت بالصعود سياسياً عقب وفـ.ـاة “أنيسة مخلوف” والدة “بشار الأسد” التي كان لها الدور الأكبر في صعود شقيقها “محمد مخلوف”، ومن ثم ابن أخيها “رامي مخلوف”، وذلك بعد أن تسلم الأسد الابن زمام السلطة في سوريا عام 2001.
وضمن هذا الإطار، ومع صعود نجم “أسماء الأسد” التي وصفها الكاتب السوري إياد عيسى بـ “حاكمة الظل”، على حساب “رامي مخلوف” أغنى رجل في سوريا، بدأت “أسماء الأسد” تنسج أولى خيوط الحبكة الأسدية.
تلك الخيوط التي بدأت مع وفـ.ـاة حافظ الأسد عام 2000، وتسلم زوجته “أنيسة مخلوف” لزمام السلطة، وتقديمها “بشار الأسد” رئيساً جديداً لسوريا، بعد أن طلبت الدعم من كبار المسؤولين التي لديها علم مسبق بولائهم المطلق لعائلة “الأسد”.
ومنذ تسلم بشار الأسد رئاسة سوريا بدعم من والدته، بدأت الأخيرة بالعمل على صعود شقيقها محمد وابنه رامي مخلوف مع تهميش متعمد لأسماء الأسد زوجة ابنها، حيث تقول معظم الروايات أن “أنيسة مخلوف” لم تكن تثق بـ “أسماء الأخرس” لكونها غريبة عن منطقة القرداحة، وذلك وفق عدة مصادر متطابقة.
اقرأ أيضاً: التايمز: مهمة “صراف عائلة الأسد” تنتقل من “رامي مخلوف” إلى شخصيات “سنية”..!
بالعودة إلى صراع العروش السوري ، فمن الواضح أن أسماء الأسد تسير على خطى “أنيسة مخلوف”، حيث تحاول فعل ما فعلته والدة بشار عقب وفـ.ـاة “حافظ الأسد” عام 2000.
الآن وبعد مضي أكثر من 4 أعوام على وفـ.ـاة “أنيسة مخلوف”، تسعى “أسماء الأسد” للسيطرة على الاقتصاد السوري عبر دعم ابن خالتها “مهند الدباغ” الذي تمكن من تحقيق نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية عن طريق وضع يده على المواد الأساسية في السوق بدعم كامل من “السيدة الأولى” كما يطلق عليها مؤيدي نظام الأسد.
ومنذ وفـ.ـاة “أنيسة مخلوف”، بدأت “أسماء الأسد” تعيد نسج الحبكة الأسدية القديمة من جديد عبر الرهان على “حافظ الأسد” الصغير، حيث يبلغ “حافظ” الصغير 18 عاماً من عمره، ويحمل الجنسية البريطانية بالإضافة إلى السورية.
وتسعى “أسماء الأسد” لتسويق ابنها في المستقبل عبر بوابة جنسيته البريطانية، إلى جانب تأسيس حلقة أمنية مقربة منها، من الممكن أن تستخدمها لدعم ترشيح ابنها مستقبلاً في حال قرر “بشار الأسد” التنازل عن السلطة لصالح ولده.
وهو الأمر الذي فعتله “أنيسة مخلوف” في السابق لضمان وصول “بشار الأسد” إلى سدة الحكم بعد وفـ.ـاة زوجها مباشرة، دون أن تعترضها أي عقبات في سبيل تحقيق غاياتها.
وفي هذا الصدد يرى بعض المحللين أن عدم انتماء “أسماء” للطائفة العلوية” قد يقف حائلاً أمام تنفيذ خطتها، فيما يرى آخرون أن هذا الأمر قد يكون عاملاً مساعداً لابنها حافظ لكي يكون شخصية سياسية يمكن الرهان عليها في المستقبل.
اقرأ أيضاً: كيف تحولت أسماء الأسد من “زهرة الصحراء” إلى “سيدة الحديد” في سوريا
في الختام، ربما لا تسير الأمور في سوريا بهذه البساطة التي تحدثنا عنها، لكن كل الاحتمالات تبقى واردة على الرغم من رفض غالبية أبناء الشعب السوري لأي خيارات من شأنها أن تضع رئيساً للبلاد يكون على صلة بعائلة آل “الأسد”، فكيف سيتقبل السوريون أن يصبح “حافظ بشار الأسد” رئيساً لسوريا في قادم الأيام.
ويبقى رهان معظم السوريين على أن يزيل “صراع العروش السوري” الغمة عن قلوبهم، بعيداً عن رهان “أسماء الأسد” على حافظ الأسد الصغير عبر نسجها خيوط الحبكة الأسدية من جديد.