صحيفة تركية: رحيل بشار الأسد يبدو قريباً.. وتنافس روسي أمريكي على اختيار البديل..!
صحيفة تركية: رحيل بشار الأسد يبدو قريباً.. وتنافس روسي أمريكي على اختيار البديل..!
طيف بوست – مترجم
نشرت صحيفة “ملييت” التركية، مقالاً للكاتب التركي “نهاد علي أوزجان” الذي يعتبر من أبرز كتّاب مقالات الرأي في تركيا، حيث تحدث الكاتب عن التطورات الأخيرة التي يشهدها الملف السوري، مشيراً أن ما يحصل ربما يمهد الطريق أمام رحيل بشار الأسد عن السلطة.
وبحسب الكاتب فإن تنافساً يجري في سوريا بين الأطراف المعنية في الملف السوري من أجل اختيار إدارة المرحلة المقبلة، موضحاً أن الفوز سيكون للطرف الأقوى سياسياً واقتصادياً، وهذا الطرف ربما يكون بيده تحديد الشخص الذي سيخلف بشار الأسد في اعتلاء سدة الحكم في البلاد.
وأوضح “أوزجان” أن نظام الأسد ما كان ليصمد حتى يومنا هذا لولا تدخل روسيا نهاية عام 2015 وانخراطها بشكل مباشر في الملف السوري.
واعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست لديها رغبة بترك الساحة السورية لنظام الأسد وروسيا وإيران، مشيراً أن أكثر ما يجعل النظام قلقاً هو أن واشنطن دائماً تنظر إلى إمكانية حسم الملف السوري عبر فرض العقـ.ـوبات الاقتصادية وجعل نظام الأسد في عزلة تامة، الأمر الذي أسفر عن نتائج وعـ.ـواقب اجتماعية كبيرة، بدأنا نرى أثارها خلال الأيام القليلة الماضية.
ورأى “أوزجان” أن روسيا وإيران ونظام الأسد، ليس بمقدورهم الصمود أمام تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، مؤكداً أن موسكو وطهران لا توجد لديهم أي قدرات على مواجهة انهيار الاقتصاد السوري في المرحلة المقبلة.
وأضاف في السياق نفسه: “أن اقتصاد سوريا أصبح غير قادر على التعافي بعد تسع سنوات من الحـ.ـرب، وهذا ما يعني أن الأوضاع متجهة نحو ظهور صراعات جديدة في المنطقة”.
وحول قرب موعد رحيل بشار الأسد، قال الكاتب: “هناك مؤشرات عديدة تدل على أن رحيل بشار الأسد بات قريباً، من ضمنها شعور روسيا وإيران بالإحـ.ـباط وبالأعباء التي ترتبت عليهما جراء دعمهما لبقاء الأسد”.
كما أن اتباع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية العقـ.ـوبات الاقتصادية، قد جعلت روسيا وإيران ونظام الأسد يعيشون حالة قـ.ـلق دائمة”، على حد تعبير الكاتب.
اقرأ أيضاً: “رد أمريكي يحسم الجدل”.. واشنطن ترد على رفض نظام الأسد عرض “جيفري”
وأشار الكاتب إلى أن روسيا وإيران نظرتا إلى إمكانية إضفاء شرعية لنظام الأسد عبر الحسم العسكري، ومن ثم التعويل على إنعاش الحياة الاقتصادية في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، لكن ذلك لم يحدث بفعل الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها بالتعامل مع الملف السوري.
واستطرد قائلاً: “من الممكن معرفة مكونات الاستراتيجية الأمريكية عبر تطورها على مر السنوات الماضية، حيث بدأت أمريكا التضييق على إيران أولاً، ومن ثم سيطرت على منابع النفط شمال شرق سوريا، ومن ثم زادت الضغوطات على نظام الأسد عبر مراقبة ممارساته المتعلقة بتهريب الأموال إلى المصارف اللبنانية”.
وأردف: “جاء قانون قيصر مؤخراً، ليكون بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير، هذا الأمر ربما يجبر روسيا وإيران على الضغط باتجاه قبول الحوار مع واشنطن بشأن إجراء تغييرات جذرية في بنية النظام السوري بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
يأتي ذلك في ظل فقدان نظام الأسد السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرته، وخروج مظاهرات مناهضة له في تلك المناطق، نتيجة تردي الأوضاع المعيشة بعد أيام قليلة من دخول قانون قيصر حيز التنفيذ.
هذا ومن المتوقع أن يزداد الوضع الاقتصادي في سوريا سوءاً خلال الأيام القادمة، وذلك مع تطبيق قانون قيصر بشكل فعلي في السابع عشر من شهر حزيران/ يونيو الجاري، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً حول مدى قدرة العقـ.ـوبات الأمريكية على إجبار نظام الأسد على المضي قدماً في عملية الحل السياسي في البلاد.
اقرأ أيضاً: “على وقع قانون قيصر”.. روسيا تعلن عن موقفها من الحوار مع أمريكا بشأن الملف السوري
وتجدر الإشارة أن الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت في وقت سابق اليوم عبر منشور على صفحة السفارة الأمريكية في دمشق، أنها مصممة على تطبيق قانون قيصر وفرض المزيد من العقـــ.ـوبات على نظام الأسد، في حال لم يبدِ الأخير مرونة في الموافقة على الدخول في عملية التسوية السياسية في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
في حين أعلنت الخارجية الروسية مساء أمس عن استعدادها لإجراء حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الملف السوري، وذلك على وقع تداعيات “قانون قيصر” الذي عصف بالليرة السورية حتى قبل أن تبدأ واشنطن بتطبيقه بشكل فعلي.