سوق العملات الرقمية يجذب السوريين تزامناً مع استمرار هبوط الليرة السورية مقابل الدولار!
سوق العملات الرقمية يجذب السوريين تزامناً مع استمرار هبوط الليرة السورية مقابل الدولار!
طيف بوست – فريق التحرير
لجأ عدد كبير من السوريين في الآونة الأخيرة إلى التوجه نحو سوق العملات الرقمية، وذلك من أجل الحفاظ على قيمة أموالهم في ظل استمرار انخفاض قيمة العملة السورية أمام الدولار وبقية العملات إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بشكل غير مسبوق.
ويرغب السوريون الذين اتجهوا نحو سوق العملات الرقمية بالهروب من أسواق الأوراق المالية واستثمارات الذهب والممتلكات، حيث ينظرون إليها على أنها الوسيلة الأمثل لعدم خسارتهم مزيداً من أصولهم المالية.
وضمن هذا السياق، يؤكد الخبير في الاقتصاد الرقمي “محمد أبازيد” أن الوضع الاقتصادي في سوريا يحفز الجهات الفـ.ـاعـ.ـلة في البلاد للسعي وراء حلول مالية بديلة، بما في ذلك العملات الرقمية.
وأشار “أبازيد” في معرض حديثه لموقع “الحل نت” بأن تأثير الاقتصاد الداخلي في سوريا على المجتمع كان قوياً بعد سنوات من الصـ.ـراع، حيث تساوي الليرة السورية اليوم نحو 400 ضعف مما كانت عليه أمام الدولار قبل عام 2011.
وأوضح الخبير أنه في ضوء استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد دون وجود أي حلول تلوح في الأفق، كان لا بد من اتجاه السوريين نحو إيجاد طريقة لاستمرار السيولة، مثل التعامل بالليرة التركية شمال سوريا، والتعامل بالدولار في مناطق أخرى,
وإلى جانب ما سبق توجهت شريحة من السوريين نحو التعامل بالعملات الرقمية المشفرة، لاسيما في المناطق الخارجة عن سيطـ.ـرة النظـ.ـام، وذلك لثلاثة أسباب.
وبحسب “أبازيد” فإن السبب الأول يتمثل بوجود إجراءات معقدة لشركات الصرافة العالمية على تحويلات السوريين، بالإضافة إلى ندرة وجود فـ.ـروع لشركات التحـ.ـويـ.ـل المالية التقليدية في منـ.ـاطـ.ـق شمال سوريا، فضلاً عن افتـ.ـقـ.ـار العديد من الأهـ.ـالي في هذه المناطق للأوراق الرسمية، لجـ.ـأ المواطنون إلى العمـ.ـلات الرقمية لسهولة وسـ.ـرعـ.ـة وصولها إلى مناطق مثل إدلـ.ـب.
في حين تمثل السبب الثاني، بأن بعض فئات المجتمع السوري توجهت إلى الاستثمار بالعملات الرقمية، وذلك في ضوء عدم توفر فرص الاستثمار في المناطق التابعة للنظـ.ـام.
فيما تمثل السبب الثالث، وفقاً لـ”أبازيد” بتوجه منظمـ.ـات ومؤسسات تخـ.ـضـ.ـع للعـ.ـقـ.ـوبات الدولية، للـ.ـهـ.ـرب من تلك العقـ.ـوبات لتصبح قادرة على تحـ.ـويـ.ـل الأموال إلى الداخل أو الخارج، بما في ذلك رجال الأعمال.
من جانبه، يرى الباحث في مجال الاقتصاد، “د.خالد التركاوي” خلال حديثه للموقع، أن جـ.ـمـ.ـلة من الأسـ.ـباب هي التي أوجـ.ـدت سوق الاستثمار بالعملات الرقمية في سوريا.
اقرأ أيضاً: قرض بمليار ليرة سورية تزامناً مع تدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض قيمة الليرة السورية.. إليكم شروطه!
وأشار إلى أن السبب الأول يتمثل بكون الاستثمار بالعملات الرقمي، يعتبر نوعاً جديداً من الاستثمار الناشئ الذي يدر أرباحاً كبيرةً، خاصةً وأن كافة المناطق في سوريا تشهد ارتفاعاً في معدلات البـ.ـطـ.ـالة، لافتاً أن البحث عن المكسـ.ـب السريع هو نـ.ـافـ.ـذة لهذه الفئة.
أما السبب الثاني الذي أشار إليه “التركاوي”، فيتمثل بتوجه البعض إلى العملات الرقمية بعد أن روجت شركات الوساطة لهذه السوق التي بدأت تنتشر بشكل كبير في المنطقة الشمالية من سوريا، وذلك في ظل رغبة الناس لتعويض خسائرها.