أخر الأخبار

هذا ما تبحث عنه روسيا عبر اجتماعها بشخصيات معارضة.. ولهذا السبب سلمت نظام الأسد طائرات جديدة

روسيا والحل السياسي في سوريا.. هذا ما يتبحث عن القيادة الروسية عبر اجتماعها بشخصيات سورية معارضة.. ولهذا السبب سلمت نظام الأسد طائرات جديدة

طيف بوست – فريق التحرير

تحاول القيادة الروسية الابتعاد قليلاً عن مسألة الحسم العسكري في سوريا، خاصة بعد إصرار تركيا على عدم السماح لقوات نظام الأسد بالتقدم نحو محافظة إدلب، ودفعها بآلاف الجنود الأتراك إلى المنطقة.

ومنذ ذلك الحين، والروس يحاولون العمل على بدء تفعيل خيار العملية السياسية في سوريا، من أجل الخروج من الوضع السياسي الحالي الذي توجهه بما يتعلق بالملف السوري.

وفيما يبدو أن التخوف الروسي قد ازداد بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في السابع عشر من شهر حزيران/ يونيو الماضي ضد النظام السوري والدول الداعمة له.

ومن أكثر الأمور التي توضح اتجاه روسيا نحو الدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا كخيار بديل عن الحسم العسكري، هو عقدها عدة لقاءات في الآونة الأخيرة مع بعض الجهات والهيئات والشخصيات السورية المعارضة.

وقد اجتمع مسؤولون روس مع الرئيس السابق للائتلاف الوطني “أحمد معاذ الخطيب”، كذلك جرت لقاءات مع أطراف كردية، إلى جانب عقد اجتماعات مع شخصيات ينتمون إلى الطائفة العلوية، وذلك من أجل الاستماع إلى آراء متعددة حول رؤية مختلف الأطراف لمستقبل سوريا.

وأشارت بعض وسائل الإعلام التابعة للمعارضة السورية إلى احتمال أن تعقد القيادة الروسية مؤتمراً وطنياً سورياً، للعمل على مناقشة المرحلة الانتقالية، وخطوات تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وفي هذا الصدد قال الكاتب المختص في الشأن الروسي “رائد جبر” لموقع “عربي 21”: “منذ عام 2011، والقيادة الروسية منفتحة على الحوار مع جميع الأطراف السورية في محاولة منها للظهور دائماً أنها تصغي للجميع”.

وأضاف: “إن الاجتماعات التي حصلت مؤخراً بين مسؤولين روس وشخصيات سورية معارضة، هي جزء من الموقف الروسي ذاته، أي لا تزال روسيا تصغي إلى الآراء التي تطرحها جهات مختلفة رداً على الأسئلة التي تراود القيادة الروسية”.

ووفقاً لـ “جبر”، فإن الاجتماعات هذه لا تعبر عن تغييرات جذرية في رؤية القيادة الروسية لحل الملف السوري، مؤكداً أن أولوية الروس حالياً هي تفعيل عمل اللجنة الدستورية السورية”.

وأشار إلى وجود قناة روسية راسخة أكثر من أي وقت مضى بضرورة المضي قدماً في عملية التسوية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وشدد على أن روسيا أصبح لديها إصرار على تنفيذ قرار مجلس الأمن بكافة بنوده، انطلاقاً من عمل اللجنة الدستورية، مروراً بالتحضير للانتخابات الرئاسية، وصولاً إلى تحقيق الانتقال السياسي في البلاد”.

اقرأ أيضاً: “العرض الأمريكي للأسد مستمر”.. جيفري يحدد شروط واشنطن لإيقاف قانون قيصر.. والخارجية السورية تعلق

من جانبه يرى المحلل السياسي المختص بالشأن السوري “بسام البني” أن هدف القيادة الروسية من تكثيف التحركات الدبلوماسية مؤخراً، هو إيجاد أرضية مناسبة لتطبيق حل سياسي شامل في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وأضاف المحلل السياسي في لقاء مع موقع “عربي 21″، أن أي اجتماع تعقده روسيا وتعلن عنه بخصوص الملف السوري، يصب في خدمة هدفها ومساعيها للتوصل إلى بيئة مناسبة تمهد الطريق لإطلاق عملية التسوية السياسية في سوريا.

واعتبر “البني” أن التحركات الروسية التي جرت مؤخراً تدل على أن الروس توصلوا إلى قناعة تامة بأن سياسة نظام الأسد متحجرة ومتكلسة بما يتعلق بالحل السياسي في البلاد.

ورأى أن القيادة الروسية باتت تدرك تماماً أن السياسة التي ينتهجها نظام الأسد لن تخدم على الإطلاق تحريك عملية التسوية السياسية، في الوقت الذي يوجد فيه اجماع دولي على تمرير الحل السياسي في سوريا.

وأوضح أن تزامن التحركات الروسية مع بدء تطبيق قانون قيصر، يعطي مؤشرات على أن هناك وجهة نظر روسية بدأت تطفو على السطح، وتتمثل بوجوب أن يتم تسريع الحل السياسي، مضيفاً أن هذا ما تحاول موسكو القيام به بالفعل في الآونة الأخيرة.

وبحسب مراقبين، فإن روسيا تريد أن تبعث برسائل لنظام الأسد عبر اجتماعها بشخصيات سورية معارضة مفادها أن عليه أن يبدي ليونة أكبر بشأن المسار السياسي للملف السوري.

وفي هذا السياق، أشار “رائد جبر” إلى وجود استياء روسي واضح من عرقلة نظام الأسد لأعمال اللجنة الدستورية السورية، موضحاً أن الروس ممتعـ.ـضين من سياسة الحكومة السورية، وبالتحديد بما يتعلق بالشق الاقتصادي.

لكنه في الوقت نفسه، أكد أن ذلك لا يعني بالضرورة وجود تغييرات جذرية في موقف روسيا من رأس النظام السوري “بشار الأسد”، بل إن القيادة الروسية تحاول أن تغير في سياسة النظام، وهذا ما أكده الإجراء الروسي بتعيين ممثلاً رئاسياً خاصاً لبوتين في سوريا.

واختتم جبر حديثه لموقع “عربي 21“، بالقول: “إن القيادة الروسية تسعى لتغيير منظومة الفسـ.ـاد داخل الحكومة السورية، لأنها تعرقل انطلاق عملية إعادة إعمار البلاد.

كما يشير محللون سياسيون إلى أن عنوان المرحلة الراهنة بكل جدارة ممكن أن يكون “روسيا والحل السياسي في سوريا”، نظراً لبحث الروس بشتى الوسائل عن صيغة لإنطلاق عملية التسوية السياسية في البلاد من أجل الحفاظ على مصالح موسكو في المنطقة.

اقرأ أيضاً: الإعلام التركي: بشار الأسد في آخر أيامه وسيتنحى قريباً جداً..!

وفي شأن ذي صلة، كشفت مجلة “فوربس” الأمريكية غاية الروس من تسليم نظام الأسد طائرات جديدة من طراز “ميغ 29” منذ عدة أسابيع.

ونشرت المجلة تقريراً قالت فيه: “إن موسكو عززت من القدرات الجـ.ـوية للنظام السوري عبر تزويده بدفعة طائرات جديدة، دون أن تذكر القيادة الروسية عدد تلك الطائرات.

وأكدت المجلة أن القيادة الروسية تسعى من خلال تسليمها طائرات جديدة لنظام الأسد إلى العمل على تحسين استعدادات النظام جوياً لمواجـ.ـهة الغـ.ـارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

وأوضحت أن هذه الخطوة لم تعطي أي إضافة أو تؤثر في زيادة القدرات الجوية التي يملكها النظام السوري.

وأشار تقرير المجلة إلى أنه وبالرغم من وجود منظومة “إس 300” في سوريا، ووجود دفاعات جوية وطائرات روسية لدى نظام الأسد، إلا أنه أخفق في كل المرات في منـ.ـع الطائرات الإسرائيلية من التحليق ضمن المجال الجوي السوري.

يشار إلى أن القيادة الروسية كانت قد أعلنت في وقت سابق، أنها زودت نظام الأسد بدفعة جديدة من طائرات “ميغ 29″، كما تحدث الإعلام السوري الموالي عن وجود تدريبات حية على استخدام الطائرات الجديدة في أجواء المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: