“تكتيك جديد”.. شبكة حقوقية تشرح كيفية سيطرة نظام الأسد على “معرة النعمان” و”سراقب”
تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان يوضح.. بهذه الطريقة دخل نظام الأسد إلى معرة النعمان وسراقب في ريف محافظة إدلب
طيف بوست – متابعات
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد اتبع خلال الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب تكتيكاً جديداً للسيطرة على المناطق ومعـ.ـاقبة المطالبين بالحرية والتغيير السياسي يقوم على تـ.ـدمير المدن وما حولها وتشـ.ـريد أهلها والسطـ.ـو على ممتلكاتهم.
وأوضحت الشبكة في تقرير أصدرته اليوم الجمعة 29 أيار/ مايو أن نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني يتحملون المسؤولية الأكبر عن عمليات التهـ.ـجير القسـ.ـري، بسبب استخدامهم لسـ.ـلاح الطيران.
وأشارت إلى أن سكان المناطق التي شهدت أعمالاً عسكرية، اضطروا إلى مغادرة مدنهم وقراهم خوفـ.ـاً من الأعمال الانتقـ.ـامية التي جرت العادة أن ترتكبها قوات نظام الأسد في المدن التي تسيطر عليها.
وأضافت: أن الحملة العسكرية المركزة التي بدأت في 26 من نيسان/ أبريل العام الماضي تسبَّبت في الأشهر الأولى منها في تشـ.ـريد مناطق واسعة، قبل أن يكثف النظام السوري وحلفاؤه نهاية العام ذاته من عملياتهم العسكرية على محافظة إدلب وما حولها، مستهـ.ـدفاً مدينة معرة النعمان وسراقب وما حولهما وريف حلب الشمالي الغربي.
ولفتت إلى أنها أجرت عملية تحليل للأضرار التي لحقت بمدينتي معرة النعمان وسراقب بريف إدلب بسبب العمليات العسكرية التي تعرضتا لها منذ نيسان/ أبريل 2019.
وأوضحت أنها استعانت بصور أقمار صناعية ذات دقة عالية تصوِّر مساحة المدينة كاملة، وأدلة بصرية لمواقع اختارتها كأمثلة توضِّح عينات من المدينتين المـ.ـدمرتين كلياً.
وذكر التقرير أن النظام السوري وحليفه الروسي كانا يقومان بعمليات قـ.ـصـ.ـف مستمرة شبه يومية على مدينة “معرة النعمان” لم تكن تقتصر على الحملة الأخيرة التي بدأت مع نهاية عام 2019، إلا أنها اشتدت وكانت أكثر تركيزاً خلالها.
وتقول الشبكة: “إن تشـ.ـريد أهالي مدينتي معرة النعمان وسراقب مرتبط بشكل عضوي بعملية بالأضرار التي لحقت بهما، لأن عمليات تـ.ـدمير المدن والبلدات كانت هدفاً مقصوداً من أجل دفع الأهالي نحو الاستسـ.ـلام والتشــ.ـرد، وأن المشـ.ـردين عادة ما يكونون أكثر فئات المجتمع فقـ.ـراً، نظراً لخسارة منازلهم ومحتوياتها ومحلاتهم التجارية”.
ويعتمد تكتيك النظام الجديد إلى استهـ.ـداف المراكز الحيوية بداية ودفع الأهالي إلى اليأس والنزوح، معتبراً أن قـ.ـصـ.ـف المراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني والأسواق يرسل رسالة واضحة بأنه لا يوجد أيّ خيار سوى الاستسـ.ـلام أو الرحيل.
وقد تم تسجيل ما لا يقل عن 882 حـ.ـادثة اعـ.ـتداء على مراكز حيوية على يد نظام الأسد وروسيا منذ 26 نيسان/ أبريل من عام 2019 وحتى 29 أيار/ مايو 2020، من ضمنها: 220 مكاناً للعبادة و218 مركزاً تعليمياً و93 مركزاً طبياً و86 مركزاً للدفاع المدني إضافةً إلى 52 سوقاً.
اقرأ أيضاً: توسيع هيمنة روسيا شرق المتوسط .. بوتين يصدر مرسوماً جديداً بشأن سوريا
وبحسب الشبكة فإن التقرير قدم مدينة معرة النعمان كنموذج دراسة عن واقع التـ.ـدمير الذي وقع على المدن في الحملة الأخيرة التي بدأت مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك نظراً لأنها المدينة الأكبر وذات الكثافة السكانية الأعلى بين المناطق التي سيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه في حملتهم الأخيرة.
وسجل التقرير 770 نقطة مدمـ.ـرة في معرة النعمان، 15 منها كانت لمبنى مدمـ.ـر بشكل كامل، و716 نقطة لمبنى متضرر بشكل متوسط، و36 نقطة لمبنى متضرر بشكل طفيف.
وأشار إلى أنه في كل 1 كم مربع يوجد 90 نقطة مدمـ.ـرة (9 نقاط في كل 10 هكتارات) أي أن ما لا يقل عن 2% من مساحة المدينة مدمـ.ـرة بشكل كامل، وقرابة 40% منها مدمـ.ـر بشكل جزئي.
وشددت الشبكة على أن الأضرار الذي أصـ.ـابت مدينة معرة النعمان ليس حالة فردية، بل بالإمكان إلى حد بعيد تعميمه على مختلف المدن والبلدات التي يرغب النظام السوري بالسيطرة عليها.
وأنه تم استعراض مدينة سراقب كنموذج إضافي عن المدن والبلدات المدمـ.ـرة التي تشـ.ـرد أهلها، موضحاً أن ذلك هو هدف بحد ذاته لدى النظام السوري من أجل إيقاع أقـ.ـسى أنواع العقـ.ـوبات الممكنة على كل من طالب بالتغيير السياسي.
وبحسب التقرير فإن العمليات التي شنها نظام الأسد والجماعات المساندة له شمال غرب سوريا، قد تسبب بنزوح قرابة مليون شخص منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأضاف: “أن معظم النازحين يعانون من ظروف معيشية سيئة بسبب شحِّ الاستجابة والكثافة السكانية العالية، وبشكل خاص المتواجدين في المخيمات ومراكز الإيواء غير المؤهلة للسكن.
وشدد على أن هؤلاء هم أكثر فئات المجتمع عرضة للإصـ.ـابة بكورونا، مؤكداً أن النظام يهدف إلى استدامة تشـ.ـريد الأهالي، وذلك عبر مراسيم وقوانين يشرعها للسيطرة على ممتلكاتهم.
