أخر الأخبار

من سيخلف “بشار الأسد” في حكم ما تبقى من سوريا..؟

من هو خليفة بشار الأسد في حكم ما تبقى من سوريا..؟

طيف بوست – فريق التحرير

من بين أكثر الأسئلة التي شغلت بال السوريين في الآونة الأخيرة.. من هو خليفة “بشار الأسد”؟ في حال تمت الإطاحة به بموجب صفقة روسية أمريكية جرى الحديث عنها مؤخراً على نطاق واسع.

فتحت وسائل الإعلام العربية والغربية صفحاتها للحديث عن خليفة “بشار الأسد” وعن المشروع البديل الذي ربما لم يولد بعد، في ظل محاولات تقودها موسكو لفرض مشروعها الخاص بالنسبة لمستقبل سوريا متجاهلة المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن.

وقبل الدخول في الحديث عن أسماء محددة جرى تداولها على أنها ستخلف بشار الأسد في حكم ما تبقى من سوريا، لا بد أن نخـ.ـوض قليلاً في غـ.ـمار مفاصل النظام السوري من أجل معرفة طبيعته والآلية التي يعمل بها، إلى جانب التركيز على التركيبة التي يتكون منها وقابليتها للتغيير.

وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة أن نظام الأسد عبارة عن كتلة صلبة متماسكة، لكل عنصر فيها واجباته التي يقوم بها بدقة، حيث يمثل ماهر الأسد القوة في النظام الأسدي، بينما يمثل “بشار” الواجهة التي تعطي الآوامر وتشكل صلة الوصل مع الحلفاء الروس والإيرانيين.

وبالنسبة للنظام الحالي، فإن نظام الأسد يعتمد بشكل كلي على خمسة أسماء، هي “علي مملوك”، و”بهجت سليمان”، والشيخ “كامل حيدر” إلى جانب صديق حافظ الأسد “أحمد عبود”، بالإضافة إلى مدير مكتب الأسد الأب وحامي أسـ.ـراره “محمد ديب دعبول”.

وتعد هذه الوجوه الخمسة من أهم وجوه وأعمدة نظام الأسد حالياً، حيث لا يجتمعون مع رأس النظام السوري “بشار الأسد” بشكل مباشر لاتخاذ القرارات، إنما يجتمعون منفردين، ومن ثم يجتمعون مع “ماهر الأسد” الذي ينقل بدوره المقترحات لشقيقه “بشار” للبت ببعض الأمور وإعطاء الأوامر لتنفيذ القرارات المتخذة.

اقرأ أيضاً: “سلسلة زوجات المستبدين”.. هكذا تحدثت صحيفة سويسرية عن أسماء الأسد رفيقة درب “جزار دمشق”..!

وبحسب الكاتب “وائل الخالدي” الذي تحدث بشكل مفصل عن الموضوع في مقال له على صحيفة “القدس العربي”، فإن ما تم سرده سابقاً يعتبر ضرورياً من أجل فهم آلية طرح بديل من داخل نظام الأسد، وآلية تداول السلطة في سوريا في ظل هذا النظام الأمني والعسكري.

خليفة بشار الأسد

في ظل ما سبق، نرى أن الروس ما زالوا حتى اللحظة ينظرون إلى أن خليفة بشار الأسد هو بشار الأسد نفسه، حيث من الواضح حتى الآن أن روسيا مستمرة بدعمها لمخطط ترشيح “الأسد” لولاية أخرى في البلاد عبر الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري منتصف العام المقبل.

وفي هذا الصدد لم تغـ.ـب عن منظور النظام الأمني في دمشق، مسألة وجود رفض دولي معلن لشخص “بشار الأسد” لذلك فإن النظام وضع خطة بديلة من أجل استبدال “بشار الأسد” فعلاً، وذلك وفقاً لما ذكره “الخالدي” في مقاله.

وبسبب عدم إمكانية روسيا ودول أخرى مثل إسرائيل وإيران على الاستغناء عن النظام السوري بأكمله في المرحلة الراهنة، فإن أي حديث عن بديل لبشار الأسد، سوف يكون عبر النظام نفسه باستخدام قـ.ـوة الضغط القـ.ـصوى من الروس على وجه التحديد.

وفي حال وقع ذلك، فإنه يعني أن نظام الأسد قد رضـ.ـخ لتغيير اسم “شخص الرئيس”، وهنا بالتحديد تكمن مشكلة هوية الشخص البديل الذي سيقبل به نظام الأسد الأمني ليكون رئيساً له، ومن ثم يتولى رئاسة البلاد بطبيعة الحال.

اقرأ أيضاً: “جيفري” يصف انتخابات الأسد بـ”الاستفزاز الحقير” ويؤكد مواصلة بلاده الضغط على دمشق..!

وبالعودة إلى الآلية التي يعمل بها نظام الأسد في المرحلة الحالية، فإن تراتبية الطلب للبديل ستتم بطريقة وتراتبية الأوامر ذاتها، حيث سيطرح اسم “ماهر الأسد” في البداية، لكنه سيرفض بسبب طبيعته وعقليته العسكرية، الأمر الذي سيفتح المجال أمام اسمين فقط لتولي المهمة، هما “علي مملوك” و”بهجت سليمان”.

ولأن “علي مملوك” يعتبر منـ.ـبوذ دولياً بسبب عدة قـ.ـضايا مرفوعة ضده، فإن الأكثر ترشيحاً وقبولاً ربما يكون “بهجت سليمان” الذي له دور كبير في صناعة السياسة الأسدية والصديق القديم لحافظ الأسد.

ويبقى الخيار الأخير والاحتمال الأضعف من وجهة نظر “الخالدي” هو التغاضي عن كافة المرشحين المذكورين أعلاه، وذلك بسبب التركيبة الأمنية للنظام التي ستخلق الشـ.ـكوك القوية حول أي رئيس قادم للبلاد.

وفي ظل ذلك لا يبقى أمام النظام سوى اختيار شخص ضعيف وموثوق به من خارج نظام الأسد، واستخدام هذا الشخص كواجهة لتمرير القرارات التي يصدرها الأسد نفسه بعد التشاور مع الشخصيات الخمسة الآنفة الذكر.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: