حالة غريبة حيرت خبراء الاقتصاد في سوريا وتحولت إلى تجارة تدر ملايين الدولارات وتوفر آلاف فرص العمل
حالة غريبة حيرت خبراء الاقتصاد في سوريا وتحولت إلى تجارة تدر ملايين الدولارات وتوفر آلاف فرص العمل
طيف بوست – فريق التحرير
ينفرد الاقتصاد السوري بحالات غريبة لم يتم رصدها في معظم البلدان حول العالم، حيث أعرب خبراء سوريون في مجال الاقتصاد عن حيرتهم من انتشار ظواهر غير مألوفة، لاسيما بما يخص توفر السلع والمواد في السوق السوداء بكميات كبيرة وعدم توفرها بالسعر المدعوم.
وأوضح العديد من المحللين خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أن توفر مادة مثل البنزين بكميات كبيرة في السوق السوداء وعدم وجودها في محطات تعبئة الوقود إلا بكميات قليلة تعتبر حالة غريبة وظاهرة من ظواهر الاقتصاد في سوريا التي حيرتهم ولم يجدوا لها جواباً.
وضمن هذا السياق، أشار الخبير الاقتصادي “عمار يوسف” في حديث لوسائل إعلام محلية أن السوريون ينتظرون رسالة البنزين بفارغ الصبر في حين ينتشر البنزين بسعر مرتفع على الأرصفة ويمكن لأي شخص الحصول عليه بالسعر الرائج في السوق السوداء.
ولفت إلى أن سعر لتر البنزين في السوق السوداء يتراوح بين 22 وصولاً حتى 32 ألف ليرة سورية للتر الواحد في معظم المدن في سوريا، وقد يصل أحياناً إلى أكثر من 40 ألف ليرة سورية كما هو الحال في محافظة حلب.
وتساءل عن الجهة الي سمحت بتحول بيع البنزين في السوق السوداء إلى تجارة تدر ملايين الدولارات على القائمين عليها، منوهاً أن هذه التجار وفرت آلاف فرص العمل من خلال التغاضي عن توسع انتشار هذه الظاهرة التي حيرتنا كلنا ولم نجد لها جواباً، على حد تعبيره.
ويأتي حديث الخبير الاقتصادي في ظل تقارير صحفية تحدثت عن سيطرة حيتان المال التابعين للمكتب الاقتصادي في القصر بدمشق على سوق بيع البنزين في السوق السوداء في سوريا، منوهة أن المكتب يحصل على عائدات شهرية تقدر بملايين الدولارات من وراء بيع البنزين بأسعار مضاعفة عن السعر المدعوم.
ويتساءل معظم السوريون عن الطريقة التي يحصل فيها التجار في السوق السوداء على كميات البنزين الكبيرة، بينما لا تتوفر المحروقات في محطات تعبئة الوقود الرسمية إلا بكميات قليلة لا تلبي احتياجات السكان.
اقرأ أيضاً: استثمارات ضخمة بقيمة ملايين الدولارات وآلاف السيارات الكهربائية والهجينة قريباً في شوارع سوريا
وقد نوه العديد من المحللين إلى أن المشكلة في سوريا ليست بارتفاع أسعار البنزين والمازوت 500 ليرة سورية كل فترة، بل المشكلة الحقيقية تكمن في تأمين المحروقات بشكل مستقر وثابت.
وأكد المحللون أن بعض الجهات الرسمية تروج إلى أن سعر البنزين في سوريا مرتبط بأسعار البورصات العالمية، متسائلين عن الطريقة التي سيقتنع فيها السوريون الذي ينتظرون رسائل البنزين شهرياً بأن بنزينهم مرتبط ببورصة لندن أو طوكيو أو غيرها.