هل اتفقت أمريكا مع روسيا على تقاسم الكعكة السورية..؟
تقاسم الكعكة السورية بين روسيا وأمريكا.. هل أبرم الطرفان اتفاقاً على التشارك في تقاسم سوريا؟
طيف بوست – فريق التحرير
تداولت الصحف العربية والغربية خلال الآونة الأخيرة أنباءً حول وجود اتفاق بين أمريكا وروسيا على التشارك في تقاسم الكعكة السورية وعدة مناطق في شرق المتوسط.
وانتشرت العديد من التقارير عن توصل الطرفين إلى رؤية مشتركة بينهما بشأن آلية تقاسم الكعكة في سوريا، وذلك بالتوازي مع أنباء صدرت عن وسائل إعلام دولية تفيد بأن “بوتين” قد وافق أخيراً على التخلي عن رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
في هذا الصدد تحدث الكاتب والإعلامي التركي “محمد علي غولير” في مقال نشرته صحيفة “جمهورييت” التركية، عن أن جميع وجهات النظر التي دعمت فكرة توصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق مشترك على تقاسم الكعكة السورية لا تتعدى كونها أحاديث قائمة على فرضيات ليس إلا.
ووفقاً للكاتب فإن جميع وجهات النظر التي تدعم فكرة إبرام اتفاقية بين روسيا وأمريكا على تقاسم منطقة شرق المتوسط، وسوريا تحديداً، مبينة على أحداث تاريخية، ومزاعم بأن هناك اتفاقية بين الطرفين شبيهة باتفاقهما عقب الحـ.ـرب العالمية الثانية بخصوص أوروبا.
ورأى “غولير” أن إبرام اتفاقيات مشتركة بين الدول موجود دائماً على مر التاريخ، إلا أن اتفاقيات التقاسم حالة مختلفة تماماً عن الاتفاقيات الأخرى.
وأكد أن عقد اتفاق في منطقة ما، في غالب الأحيان تتطلب كمرحلة أولى إعلان الطرفين أنهما حققا نصراً مشتركاً في المنطقة التي سيتم تقاسمها فيما بينهما أو إبرام اتفاقية تقاسم مشترك حولها.
وأضاف الكاتب: “أمريكا تقف على الضفة المقابلة من سوريا في منطقة الشرق الأوسط، والصراع بين الجانبين لا يزال مستمراً”، مشيراً إلى وجود بعض المؤشرات التي تدعم إمكانية توسع الصراع بينهما في المنطقة.
وبحسب “غولير” فإن خير برهان على وجود مؤشرات تدعم إمكانية توسع الصراع بين واشنطن وموسكو شرق المتوسط، هو البيان الذي أصدرته البحرية الأمريكية يوم أمس حول اعتراض طائرتين روسيتين لطائرة أمريكية في أجواء البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 70 دقيقة.
واعتبر الكاتب، أن الحديث هنا لا يتعلق بصراع محلي وإقليمي أوشك على الانتهاء، بل على العكس تماماً، موضحاً أن الصراع مستمر وربما يحتدم بين الروس والأمريكيين خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الصراع في سوريا بين الطرفين مشابه إلى حد كبير لصراعهما في أوكرانيا، فأمريكا لها رؤية مختلفة تماماً عن الرؤية الروسية في كلا البلدين.
اقرأ أيضاً: 4 مؤشرات على تغيير يبدأ من الرأس.. هل حان وقت طيّ صفحة الأسد؟
ولفت الكاتب إلى أن إبرام الاتفاقيات المشتركة بين الأطراف عند انتهاء الصراعات أمر طبيعي ومتعارف عليه، مشيراً أن عقد مثل هذه الاتفاقيات أمر غير وارد بالنسبة للملف السوري.
وأوضح أن ذلك غير ممكن في الوقت الراهن على الأقل، لافتاً إلى أن سبب ذلك يعود لطبيعة سير الأحداث والتطورات التي طرأت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر “غولير” أن أمريكا تسعى بدل عقد اتفاق مشترك لتقاسم الكعكة السورية مع روسيا، بأن تجعل موسكو تغوص أكثر في المستنقع السوري.
وفي السياق نفسه، أشار الكاتب إلى التصريحات التي أدلى بها “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، حيث قال بكل صراحة منذ أسبوعين :”هدفنا أن نجعل الحـ.ـرب في سوريا طريقاً مغلقاً أمام روسيا”، وذلك بحسب وكالة “رويترز“.
وحول إمكانية أن تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط، أكد “غولير” أن كافة التقارير والتحليلات التي تحدثت عن مغادرة أمريكا للمنطقة بهدف التفرغ لمواجهة التنين الصيني، هي مجرد تكهنات منافية للعقل والمنطق.
وأضاف أن الآراء التي ادعت أن أمريكا من الممكن أن تترك منطقة الشرق الأوسط للروس بهذه السهولة والبساطة، هي باطلة وغير مبينة على وقائع منطقية.
اقرأ أيضاً: الطائرات الروسية تحلق مجدداً فوق إدلب.. وخسائر لتركيا شمال سوريا ولنظام الأسد في الجنوب
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “أمريكا ستغادر سوريا عاجلاً أم آجلاً، لكن مغادرتها مرهونة بمدى المقاومة التي ستجسدها منطقة الشرق الأوسط”.
وأردف: أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة لن يكون عبر نقل وتحويل الاتفاقية وتقديمها على طبق من ذهب إلى روسيا”.