تغيير العملة السورية الحالية بجميع فئاتها.. قرار مصيري له تداعيات كبرى على الاقتصاد السوري
تغيير العملة السورية الحالية بجميع فئاتها.. قرار مصيري له تداعيات كبرى على الاقتصاد السوري
طيف بوست – فريق التحرير
تشهد سوريا بشكل عام مرحلة انتقالية على كافة المستويات في الفترة الحالية، لاسيما بما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية في ظل تطلع السوريين إلى حدوث نقلة نوعية ونهضة اقتصادية كبيرة في البلاد خلال الفترة القادمة.
وينتظر السوريون اتخاذ إجراءات جديدة تخص تغيير العملة السورية الحالية بجميع فئاتها، حيث أن معظم الأوراق النقدية المتداولة من الليرة السورية تتضمن صوراً للأسد، إذ يطالب السوريون بطباعة أوراق نقدية جديدة تحمل صوراً وشعارات توثق تاريخ سوريا ومكانتها من الناحية الثقافية والتراثية.
وبحسب خبراء في مجال الاقتصاد فإن تغيير العملة السورية الحالية وطباعة أوراق نقدية جديدة يعتبر قرار مصيري سيكون له تداعيات كبرى على الاقتصاد السوري في حال اتجهت الجهات المعنية في البلاد لاتخاذه خلال الفترة المقبلة.
ولفت الخبراء إلى أن إصدار طبعة جديدة من العملة السورية يعتبر خطوة مهمة، لكن تنفيذها ليس سهلاً في ظل وجود العديد من المعوقات التقنية، لاسيما من الناحية النقدية، خاصةً وأن اتخاذ مثل هذا القرار في هذا التوقيت من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد السوري الذي يعاني من مشكلات متراكمة منذ سنوات.
وضمن هذا السياق، أشارت الباحثة الاقتصادية “رشا سيروب” في حديث لموقع “عنب بلدي” أن مسألة استبدال العملة السورية سيواجه عدة تحديات ومعوقات، لاسيما أن البلاد تمر في مرحلة انتقالية تزامناً مع استمرار العقوبات الدولية على سوريا.
وأوضحت أن من أهم التحديات التي تواجه مسألة استبدال العملة السورية وطباعة أوراق نقدية جديدة منها، هي معرفة حجم السيولة المحلية والاحتياطات الدولية، لاسيما أن حجم السيولة النقدية في سوريا غامض وغير معروف، خاصةً أن مصرف سوريا المركزي لم يعلن عن أي بيانات نقدية منذ 13 عاماً.
ووفقاً للباحثة، فإن التحدي الآخر، يتمثل بالتدهور الاقتصادي الحاد في كافة المناطق في سوريا إلى جانب أن معظم السيولة النقدية توجد خارج النظام المصرفي الرسمي، الأمر الذي جعل الحكومة الجديدة غير قادرة على ضبط السيولة.
ونوهت إلى أن اتخاذ قرار استبدال العملة السورية لا يعد مجرد إجراء تقني فحسب، بل هو من القرارات الاستراتيجية التي يجب أن يتم اتخاذها بموجب خطة عمل دقيقة ومتكاملة إلى جانب اتخاذ إجراءات اقتصادية مهمة من أجل ضمان عدم حدوث أي تأثيرات سلبية على الاقتصاد السوري.
اقرأ أيضاً: 400 مليار دولار.. القرار الدولي صدر وسوريا نحو نهضة اقتصادية كبرى
ونصحت الباحثة باتخاذ إجراءات مهمة قبل اتخاذ قرار تغيير العملة السورية، من أهمها العمل على توفير احتياطي كافي من القطع الأجنبي قبل طباعة الأوراق النقدية الجديدة، بالإضافة إلى عدم اتخاذ هذه الخطوة قبل عودة الاستقرار بشكل كامل إلى البلاد ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وختمت “سيروب” حديثها بالإشارة إلى أن طباعة عملة سورية جديدة بدون تغطية مالية كافية ستؤثر سلباً على الاقتصاد السوري، حيث سيؤدي ذلك إلى تضخم جامح وانخفاض في قيمة الليرة السورية بشكل متسارع.