أخر الأخبار

“انشقاق داخل عائلته”.. واشنطن بوست: بشار الأسد يواجه أصعب التحديات منذ عام 2011 وصندوق أدواته أصبح فارغاً

بشار الأسد يواجه أصعب التحديات منذ عام 2011 وصندوق أدواته أصبح فارغاً

طيف بوست – مترجم

بعد 9 أعوام على انطلاقة الثورة السورية ضد “بشار الأسد” يواجه الأخير مجموعة من التحديات الكبيرة التي ستلعب دوراً هاماً في تحديد مصيره ومستقبل البلاد بشكل عام.

ومن جملة التحديات التي تواجه “الأسد” في المرحلة الحالية، هي حدوث تصـ.ـدع وانشقاق داخل عائلته، إلى جانب تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، فضلاً عن علاقات ليس على ما يرام مع حليفه الروسي، وذلك بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

تقول الصحيفة، أن “بشار الأسد” تمكن من استعادة معظم الأراضي السورية من فصائل المعارضة، لكنه وبعد أن أصبح أكثر قوة من ذي قبل، برزت الخلافات داخل عائلته بشكل مفاجئ.

ورأت أن تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا قد يؤدي إلى حالة فـ.ـقر غير مسبوقة في التاريخ الحديث بالنسبة للشعب السوري، وذلك لأن روسيا وإيران ليست بموقف يمكنها من مساعدة الأسد عبر ضخ المزيد من الأموال لإعادة الإعمار، بينما يرفض رأس النظام السوري أن يمضي بعملية التسوية السياسية التي ستفتح باب التمويل الغربي لإعادة إعمار البلاد.

وفي حديث مع الصحيفة، ترى “لينا الخطيب” من مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، أن “بشار الأسد” يمر بأخـ.ـطر مرحلة له منذ عام 2011، مؤكدة أنه صندوق أداوته أصبح فارغاً في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى.

وبحسب الصحيفة فإن ما يحصل بين “رامي مخلوف” وابن عمته “بشار الأسد” يعتبر فصل من فصول الخلافات العميقة، بمعنى أن ما يظهر على العلن هو جزء بسيط جداً من الخلافات المخفية.

وأشارت إلى أن “مخلوف” ما كان ليلجأ إلى بث تسجيلاته المصورة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لو أنه يستطيع الوصول بشكل مباشر إلى “بشار الأسد” ، وهذا يدل على اتساع الفجوة بين الطرفين بشكل غير مسبوق.

ولفتت إلى تلميحات “مخلوف” المتكررة حول قدرته على إحداث أضرار كبيرة في اقتصاد سوريا عبر اسطول الشركات التي يملكها، وآلاف الموظفين الذين يعملون تحت إمرته.

ونقلت الصحيفة ما قاله “مخلوف” في آخر تسجيل مصور نشره منذ أيام، حين قال: “لم أرفع الراية البيضاء طيلة سنوات الحـ.ـرب، هل تعتقدون أنني سأرفعها الآن في مثل هذه الظروف، يبدو أنكم لا تعرفوني”.

اقرأ أيضاً: خطوة نادرة.. “بوتين” يعين سفيره بدمشق ممثلاً رئاسياً خاصاً له في سوريا.. ماذا يعني ذلك؟

وفي هذا الصدد قال  “أيمن عبد النور” الذي كان صديقاً مقرباً من الأسد قبل انطلاق الثورة السورية: “يختلف ضغط الأسد على رامي مخلوف عن الضغوطات السابقة على رجال الأعمال، فالأمر متعلق الآن بالدائرة الضيقة المحيطة بالأسد”.

وأضاف “عبد النور”: “لقد أصبح رامي مخلوف كبيراً، وهذا الأمر غير مسموح به في سوريا، وممنوع أن يكبر ويصبح مهماً لهذا الحد”.

في حين أشار “داني مكي” وهو صحفي ومحلل سياسي سوري، إلى أن “رامي مخلوف” ظهر متحدياً الأسد على العلن، وهو أمر لا يمكن أن يتم التسامح معه عادةً في سوريا”.

وأكد “مكي” أن بشار الأسد يمر في مرحلة يتصارع فيها مع الزمن من أجل إيجاد مخرج، بعد أن تردت الأوضاع الاقتصادية في البلاد”، مضيفاً أن الأمر لم يعد يقتصر على بقاء النظام وإنما تعدى ذلك ليشمل بقاء البلد بأكمله.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، المشكلة الأكبر التي تسبب قلقاً لنظام الأسد في المرحلة الراهنة هي الاقتصاد المتدهور، إلى جانب العقـ.ـوبات الغربية المفروضة عليه، والتي تقف حائلاً أمام دخول الاستثمارات أو تمويل إعادة إعمار البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع من المرجح أن تزداد سوءاً مع دخول قانون “قيصر” حيّز التنفيذ خلال الشهر المقبل، وهذا الأمر يسبب صداعاً كبيراً للأسد والدول الداعمة له.

ونقلت “واشنطن بوست” عن “نور الدين منى” وزير الزراعة السابق ما كتبه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” حيث قال: “النظرة المستقبلية في سوريا قاتمة، ولا نرى في الأفق إلا أحداثاً يصعب أن نتنبأ بها وأن نفسرها، السوريون يعيشون حالة من القلق والخـ.ـوف”.

اقرأ أيضاً: بشار الأسد لم يتلقى أي رسالة تهنئة بعيد الفطر للمرة الأولى منذ توليه الحكم.. و”أحمد حسون” يدعو المهجرين للعودة

أما بالنسبة للعلاقات بين نظام الأسد وروسيا، فقالت الصحيفة: “بالإضافة إلى كل الضغوطات السابقة على الأسد، فإن علاقته مع الكرملين لا تبدو على ما يرام خلال الفترة الماضية، الأمر الذي أثار التكهنات بأن الدعم الروسي للنظام السوري بدأ يتضاءل”.

وأشارت إلى الانتقادات التي وجهها سفير روسيا السابق في سوريا “ألكسندر أكسينيونوك، الذي تحدث عن تعنت الأسد في مسألة تقديم بعض التنازلات بشأن عملية الحل السياسي، مؤكداً أن ما يفعله الأسد يتعارض بشكل تام مع المصالح الروسية في المنطقة.

ونقلت عن “فيودور لوكيانوف” رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية ومقره موسكو، قوله: “إن تدخل روسيا المباشر لمساندة الأسد نهاية عام 2015، حقق لها أهدافاً استراتيجية وسياسية،”، مشيراً أن بوتين لن يتخلى عن هذه المكاسب بسهولة.

وأوضحت الصحيفة أن الآراء التي انتقدت الأسد ونظامه، تم نشرها في المواقع والصحف الروسية المهمة والمؤثرة التي تربطها صله وثيقة بمراكز صناعة القرار في روسيا.

ولفتت صحيفة “واشنطن بوست” إلى الأحداث التي تشهدها محافظة درعا، حيث وصفت ما يحدث هناك بالتمـ.ـرد ضد نظام الأسد بعد فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته المحافظة إثر تسوية أوضاع عناصر فصائل المعارضة في المنطقة.

وأشارت إلى إرسال نظام الأسد قواته من جديد إلى محافظة درعا، وذلك من أجل أن يضع حداً للكمائن التي تعرضت لها قواته في المحافظة، والتي أودت بحياة العشرات من قوات الأسد خلال الفترة الأخيرة.

وفي هذا الشأن قال “عبدو جباسيني” الباحث في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا: “لا يمكننا أن نعرف من يقف وراء ما يحصل جنوب سوريا، ولكن يبدو أن تمـ.ـرداً جديداً في طور التكوين هناك”.

اقرأ أيضاً: رفعت الأسد رئيساً لسوريا.. ما القصة؟

فيما أكد المحلل السياسي “داني مكي” أن ما يحصل يعطي مؤشرات واضحة على أن “بشار الأسد” لا يملك السيطرة الكاملة على الدولة في الوقت الراهن”.

وأضاف: “المرحلة الحالية أكثر خطــ.ـورةً وتحدياً على نظام الأسد من كل المراحل السابقة خلال سنوات الثورة السورية”، مؤكداً أن “بشار الأسد” في حال لم يتمكن من إيجاد حلول، فإنه لن يحكم أبداً سوريا المستقرة، على حد تعبيره.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: