هل سوريا مقبلة على تغيير سياسي؟.. باحث سوري يجيب ويؤكد حتمية رحيل بشار الأسد..!
هل سوريا مقبلة على تغيير سياسي؟.. باحث سوري يجيب ويؤكد حتمية رحيل بشار الأسد خلال الفترة المقبلة..!
طيف بوست – فريق التحرير
نشر مركز “حرمون” للدراسات المعاصرة دراسة مطولة للكاتب والأكاديمي السوري المقيم في موسكو، البروفيسور “محمود حمزة” أجاب خلالها على أكثر سؤال يفكر فيه كل السوريين، سواء من المعارضة أو الموالاة حول إمكانية حدوث تغيير سياسي في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
وتحدث الباحث عن أن معظم السوريين لم يعودوا يثقون بإمكانية أن يحدث تغيير سياسي في سوريا، وأنهم يشككون في مقولة أن نهاية حكم الأسد باتت قريبة، نظراً للتضـ.ـحيات الكثيرة وانتظارهم فترة طويلة من الزمن، وإدراكهم في النهاية أن لا خير يُنتظر من أحد لمساعدة الشعب السوري.
وأورد في دراسته أهم النقط التي تدعم رؤيته في حتمية حدوث تغيير سياسي في سوريا، إلى جانب تأكيده على حتمية رحيل بشار الأسد خلال المرحلة القادمة.
وأشار “حمزة” أن قناعته مبنية على معطيات وتحليلات بوجود تفاهم استراتيجي بين الروس والأمريكيين والإسرائيليين حول الملف السوري حصراً، موضحاً أن جوهر هذا التفاهم هو الحفاظ على بشار الأسد لأطول فترة ممكنة، من أجل ترتيب بعض الأمور في سوريا، من أهمها ضمان أمن إسرائيل وإخراج إيران من الأراضي السورية، ومن ثم سيتم التخلص منه عبر تسوية سياسية متفق عليها.
ولفت إلى تصريح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جميس جيفري” الذي قال فيه، إن كل القوات الأجنبية عليها مغادرة الأراضي السورية، ما عدا القوات الروسية، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر تأكيداً دامغاً على وجود تفاهمات بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري.
وفي هذا السياق يرى الباحث أن أمريكا وإسرائيل قد أوكلا مهمة الإشراف على النظام السوري الجديد في المرحلة المقبلة، بشرط أن تضمن القيادة الروسية “أمن إسرائيل”، إلى جانب تعهدها بإخراج القوات الإيرانية والجماعات التابعة لإيران من سوريا.
وأوضح أن هناك عوامل داخلية في سوريا تستدعي التوقف والتحليل، من بينها أن نظام الأسد بدأ يتعرض لانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى من الموالين له، وذلك بعد تردي الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، حيث أصبح موظفو النظام يعيشون في حالة كـ.ـارثية بعد أن وصل مرتب اللواء في الجيش الأسدي إلى أقل من 40 دولار في الشهر.
وأضاف أن الصراع بين بشار الأسد وابن خاله “رامي مخلوف” قد أعطى بعداً جديداً للأوضاع في سوريا، لا سيما داخل الطائفة العلوية التي على ما يبدو بدأت تميل إلى عائلة مخلوف ضد عائلة الأسد، إذ بات بعض العلويين يشككون بانتماء آل الأسد إلى الطائفة وإلى سوريا عموماً، بحسب الباحث.
اقرأ أيضاً: “سوريا بلا الأسد”.. دراسة إسرائيلية: 20 سنة في سدة الحكم.. قيمة بشار الأسد في حضيض تاريخي..!
وأعاد الباحث التذكير بالحملة التي شنها الإعلام الروسي ضد بشار الأسد وفسـ.ـاد نظامه، معتبراً أن هدف الحملة الإعلامية تلك بمثابة إبراز البطاقة الصفراء في وجه الأسد، وأن مفتاح الحل في سوريا يجب أن يكون بيد القيادة الروسية.
وأشار أن حملة الإعلام الروسي ضد الأسد ما كانت لتنتشر لولا وجود ضوء أخضر رسمي صادر من أعلى المستويات في القيادة الروسية، لافتاً إلى ردة فعل أبواق النظام التي دلت بوضح أن النظام السوري استاء كثيرا من الحملة الإعلامية الروسية، مذكراً بما قاله “خالد العبود” حول قدرة دمشق على إتهـ.ـام الروس بأنهم محتـ.ـلون وتقديم شـ.ـكوى لمجلس الأمن بهذا الخصوص.
ولفت إلى أن التنافس بين الروس والإيرانيين بدأ يتصاعد بعد هدوء الأوضاع في إدلب، حيث يدل الهدوء على انتهاء العمليات العسكرية في سوريا، مشيراً إلى بروز ضرورة البدء بإعادة الإعمار في البلاد، وأن روسيا تعلم جيداً أن هذا الأمر غير ممكن دون حدوث تغيير سياسي حقيقي يشترطه المجتمع الدولي.
ورأى الباحث أن التعاون بين روسيا وإيران يحمل طابعاً تكتيكياً يشبه إلى حد كبير “زواج المـ.ـتعة”، وأن التنسيق بين البلدين بعيد كل البعد عن أن يكون استراتيجياً، وذلك على الرغم من التعاون العسكري بين الطرفين طيلة السنوات الماضية في سوريا، مشيراً أن طهران بدأت مؤخراً تستشعر أخـ.ـطار الدور الذي تلعبه موسكو بشأن التواجد الإيراني على الأراضي السورية.
وأوضح أن عقد روسيا لاجتماعات مع شخصيات سورية معارضة في الآونة الأخيرة لمناقشة مستقبل سوريا وآفاق الحل، يندرج في إطار مساعي القيادة الروسية لإيجاد ترتيبات جديدة وبدائل للنظام الحالي، لافتاً أن الروس يطبخون الحل على نـ.ـار هادئة، كذلك تفعل أمريكا وتركيا وإسرائيل، حسب ما ذكر الباحث.
وأكد أنه ليس مصادفة أن يوقع “ترمب” على إقرار قانون قيصر نهاية عام 2019، وأن يبدأ تطبيق القانون في 17 يونيو/ حزيران 2020، من أجل أن يتناغم ذلك مع ما ذكر أعلاه من عوامل تقود إلى نتيجة واحدة، مفادها أن رحيل بشار الأسد بات قريباً.
وأضاف الباحث في دراسته التي نشرها مركز “حرمون” للدراسات المعاصرة، أنه بناءً على ما سبق بات مقتنعاً بأمر أساسي، وهو أن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة سيكون عامل عدم استقرار، وبأن هذا الأمر لا يتناسب إطلاقاً مع المصالح الروسية، حيث يعيق بقاء الأسد استقطاب التمويل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج من أجل عملية إعادة إعمار سوريا التي تنتظرها الشركات الروسية بفارغ الصبر.
وأشار أن الروس وجدوا أنه لابد من التضـ.ـحية بالأسد، ليس حباً بالسوريين، وإنما من أجل تحقيق مصالحهم، مضيفاً: “علينا أن ندرك أن حتمية حدوث تغيير سياسي لم تأتِ مصادفة، بل هي نتيجة لتضـ.ـحيات السوريين وبطولاتهم التي فرضت على المجتمع الدولي أخذ طموحات السوريين بعين الاعتبار في الترتيبات السياسية القادمة”، موضحاً أن سوريا المستقبل ستكون مغايرة عن تلك التي كانت قبل عام 2011.
اقرأ أيضاً: صحيفة: سوريا أصبحت في حالة “ستاتيكو”.. ومخطط روسي جديد تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد..!
واختتم الباحث والأكاديمي السوري دراسته بالقول: “لا يمكننا أن نتكـ.ـهن بشكل نظام الحكم الجديد في سوريا، حيث يصعب إيجاد إجابة واضحة على هذه المسألة، نظراً لكون الملف السوري تتحكم به القوى الدولية التي سيطرت على أجزاء من الأراضي السورية وفرضت سياساتها فيها”.
ولفت إلى أن بعض الأجندات الدولية والإقليمية قد تتقاطع في مكان ما مع طموحات السوريين الذين قدموا تضـ.ـحيات كبيرة من أجل تحقيق مطالبهم بنيل الحرية والكرامة وبناء وطن جديد يحكمه القانون وتصان فيه حرية الأفراد والجماعات وحقوقهم المشروعة.