المرشحون لرئاسة سوريا.. هل بشار الأسد أعقل “المجانين”..؟
المرشحون لرئاسة سوريا.. هل بشار الأسد أعقل “المجانين”..؟
طيف بوست – فريق التحرير
زادت في الآونة الأخيرة ظاهرة ترشح أشخاص سوريين لمنصب رئاسة سوريا بشكل لافت، وبالرغم من جدية البعض في مسألة ترشحهم، إلا أن طابعاً هزلياً بدى واضحاً في تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الأشخاص الذين أعلنوا ترشحهم لمنصب الرئاسة في سوريا.
ويتخذ معظم هؤلاء “المرشحون” الذين يعيشون خارج سوريا مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الظهور والتحدث إلى المتابعين، وبعضهم يطرحون أفكارهم وبرنامجهم في حال تسلموا رئاسة سوريا.
وقد رصدنا نحو 10 أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم من المرشحين لرئاسة سوريا من خلال إطلالتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وازدادت هذه الظاهرة انتشاراً، خاصة بعد حديث الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” عن اقتراب موعد رحيل الأسد، وأن الأخير اختار اللجوء إلى روسيا البيضاء، وحدد “كوهين” حينها المعارض “فهد المصري” لتولي الرئاسة خلفاً للأسد.
ويرى المحللون والنقاد أن سبب انتشار ظاهرة الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية السورية عبر “”فيس بوك” و”تويتر”، ربما يكون وقت الفراغ الذي يعيشه معظم اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية.
كذلك ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها بإتاحة الفرصة أمام هؤلاء الأشخاص إعلان ترشحهم عبر ضغطة زر واحدة والظهور في بث مباشر عبر “فيس بوك” أو “يوتيوب”.
فيما يرى آخرون أن سبب انتشار ظاهرة الترشح لرئاسة سوريا مؤخراً، تعود لوجود إحساس عام بأن نظام الأسد قد وصل إلى نهايته بالفعل، وذلك نتيجة عدة عوامل من أهمها الانتقادات التي وجهتها الصحف الروسية في الأشهر الماضية لـ”بشار الأسد” نفسه، بالإضافة إلى زيادة الضغط الأمريكي على النظام السوري عبر تطبيق “قانون قيصر” ضده.
اقرأ أيضاً: عائلة “الوحش” وإدارة “التوحش”: خمسون عاماً من “التوحش” (1970 – 2020)..!
كل ما سبق جعل العديد من الأشخاص يفكرون بأن كرسي الرئاسة ربما سيصبح شاغراً في أي وقت، وهو ما دفع البعض للظهور وإعلان ترشحهم واهتمامهم بالوصول إلى سدة الحكم.
ومن بين أكثر الأشخاص الذين أثاروا الانتباه مؤخراً هو “المرشح محمد صابر الشرتح”، الذي ظهر بشكل هزلي وبدى وكأنه واثقاً أثناء حديثه للجمهور خلال ظهوره المتكرر في البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
ودأب “الشرتح” على مخاطبة متابعيه بطريقة ديكتـ.ـاتورية، كما أعلن أنه تلقى عدة تأكيدات من دول غربية بأنه سيتولى رئاسة سوريا في المرحلة المقبلة خلفاً لرأس النظام السوري “بشار الأسد”.
ونجح “الشرتح” خلال فترة قصيرة بتحقيق نسب متابعة عالية، فحوالي 30 ألف متابع يشاهدونه عند ما يظهر في بث مباشر على صفحته في “فيس بوك”.
ويعتبر العديد من المحللين أن ظهور عدد كبير من المرشحين للرئاسة في سوريا مؤخراً، يرجع إلى غياب العمل السياسي في البلاد منذ أن استلم حزب البعث زمام السلطة في سوريا عام 1963.
فيما يقول آخرون أن غياب العمل السياسي المنظم في سوريا، أدى إلى جعل الكثير من السوريين يخطئون تقدير مسألة كيف يمكن للفرد أن يصبح مرشحاً للرئاسة أو حتى يحلم بأن يصبح مرشحاً لهذا المنصب.
وقد رأينا في الفترة السابقة أن كل من لديه عدد كبير من المتابعين أصبح يرى في نفسه مرشحاً للرئاسة، ومنهم من أعلن ذلك بالفعل بطريقة جدية.
وفي ظل هذه الأجواء من الطبيعي أن تختلط الأمور، ويذهب الصالح مع الطالح، فعلى الرغم من الهزل والهرج والمرج الذي يلف “تكاثر المرشحين” لا يمكننا إنكار مسألة وجود أشخاص رشحوا أنفسهم مع وجود مشاريع ورؤية واضحة ومتكاملة لمستقبل سوريا.
وربما كان من أبرز الذين أعلنوا رغبتهم بالترشح لرئاسة سوريا جدياً، الفنان “جمال سليمان”، إلى جانب المعارض “فهد المصري”، حيث قال “سليمان” إن مسألة الترشح فكرة أصبحت تراوده بشكل جدي، خاصة أنه وعند لقائه بأي مسؤول عربي أو غربي يسمع ذات الحديث، بأن الأسد سيء ولا نريده أن يبقى في السلطة، لكن لا نجد بدبلاً مناسباً عنه حتى اللحظة.
فيما يشرح “فهد المصري” رئيس “جبهة الإنقـ.ـاذ الوطني” مشروعه ورؤيته عبر منشورات وبيانات رسمية صادرة عن “الجبهة”، الأمر الذي اعتبره البعض أنه أقرب للعمل السياسي المنظم.
اقرأ أيضاً: أول رد سوري رسمي على الشروط التي حددتها أمريكا لرفع “عقوبات قيصر” عن نظام الأسد
وفي ظل ما سبق، يبقى السؤال الأهم الذي يراود العديد من السوريين، هل يعتبر بشار الأسد أعقل المجانين، حيث يرى بعض النقاد أن انتشار ظاهرة الترشح لرئاسة الجمهورية بهذه الطريقة الهزلية، تخدم رأس النظام السوري “بشار الأسد” بشكل كبير وتخفف عنه بعضاً من السخـ.ـرية التي كان ينالها.
في حين يرى معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن ظاهرة “تكاثر المرشحين” وتناول موضوع الترشح بهذا الشكل الذي يثير الضحك في الكثير من الحالات، جعل “بشار الأسد” يظهر وكأنه أعقل المجانين.
تجدر الإشارة إلى أن الولاية الثالثة لبشار الأسد تنتهي في منتصف العام القادم 2021، وبحسب التعديلات الدستورية التي أجريت في عام 2012، فإن “الأسد” بإمكانه الترشح لولاية جديدة تبقيه رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 2028.
يأتي ذلك في ظل الحديث عن وجود حوار أمريكي روسي من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة للتسوية السياسية في سوريا، بحيث يتم استبدال الأسد خلال مرحلة انتقال سياسي تشهدها البلاد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وذلك وفقاً لتصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين.
اقرأ أيضاً: جيفري: الإدارة الأمريكية تتوقع أن تسلّم روسيا “بشار الأسد” على طاولة المفاوضات..!
فيما أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى رغبة الروس بتولي الشيخ “معاذ الخطيب” رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، في حين تراهن الإدارة الأمريكية على رئيس الوزراء السوري الأسبق “رياض حجاب” لقيادة تلك المرحلة، وربما يكون الحوار الأمريكي-الروسي قد وصل بالفعل إلى هذه النقطة وفقاً لآخر التسريبات.
بينما يرى بعض المحللون أن الرئيس القادم الذي سيتولى رئاسة سوريا مستقبلاً ما زال مجهولاً، وبأن الروس والأمريكيين لن ينجحوا بعد بالعثور عليه، وهذا ما أكده السفير الأمريكي السابق في دمشق “روبرت فورد”، في مقال له يوم أمس، حيث قال أن بشار الأسد لا يروق لموسكو لكنها لم تعثر حتى الآن على البديل المناسب.