السوق السوداء تبتلع الاقتصاد السوري وتؤثر على سعر صرف الليرة السورية وحديث عن مرحلة حساسة قادمة!
السوق السوداء تبتلع الاقتصاد السوري وتؤثر على سعر صرف الليرة السورية وحديث عن مرحلة حساسة قادمة!
طيف بوست – فريق التحرير
تحدثت مصادر اقتصادية مطلعة على الواقع الاقتصادي في سوريا عن مرحلة حساسة قادمة من الناحية المعيشية والاقتصادية في البلاد، وذلك في ظل استمرار ارتفاع معدلات التضخم وسيطرة السوق السوداء على نسبة كبيرة من الاقتصاد وتأثيرات ذلك على قيمة الليرة.
وأكدت المصادر أن السوق السوداء ي سوريا تبتلع في الوقت الحالي ما يصل إلى 90 بالمئة من الاقتصاد السوري، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد” عن خبراء ومحللين اقتصاديين.
ونقل الموقع عن “جمعية العلوم الاقتصادية السورية”، قولها إن للسوق السوداء أو ما يعرف اصطلاحاً تحت مسمى “اقتصاد الظل” نوعان، الأول هو نشاط قـ.ـانــ.ـوني لكنه غير مرخص، ويعرف أيضاً تحت مسمى “الاقتصاد غير الرسمي”.
وأشارت الجمعية إلى أن هذا النوع لا يخـ.ـضــع للرقابة الحكـ.ـومــية ولا تدخل مدخلاته ومخـ.ـرجـ.ـاته في الحسابات القـ.ـومـ.ـية، وبالتالي فإن هذا الأمر يؤثر سلباً على قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على الوضع الاقتصادي في سوريا بشكل عام.
في حين تمثل النوع الثاني من اقتصاد الظل، بما بات يعرف تحت مسمى “اقتصاد الجـ.ـريـ.ـمة أو الأسود” وتندرج ضمنه الأعـ.ـمـ.ـال المتعـ.ـلـ.ـقة بالأسـ.ـلـ.ـحة والـ.ـمـ.ـخــ.ـدرات وسـ.ـرقـ.ـة الآثار والمتـ.ـاجـ.ـرة بالـ.ـبـ.ـشر.
وأرجعت الجمعية سبب هيمنة السوق السوداء على الاقتصاد السوري إلى عدة عوامل، وفي مقدمتها تراجع دور الـ.ـدولة والقـ.ـوانين المختصة، فضلاً عن انخفاض مستوى دخل الأفراد وارتفاع معدلات الإعالة.
ويضاف إلى ذلك بحسب الجمعية، عدم قـ.ـدرة الاقتـ.ـصاد الوطني على خـ.ـلق فـ.ـرص عمل للقـ.ـادمين إلى سـ.ـوق العمل وندرة السلع وعدم مـ.ـرونة التشـ.ـريــعات الاقتصادية في البلاد.
ووفقاً لتقرير الموقع فإن خبراء في مجال الاقتصاد يقدرون تنامي اقتصاد السوق السوداء أو اقتصاد الظل في سوريا من حوالي 30 بالمئة من حجم الاقتصاد السوري عام 2010 إلى حوالي 90 بالمئة منه اليوم.
وأوضح أن الأرقام الرسمية الواردة في تصريحات المسؤولين السوريين تؤكد بأن الاقتصاد غير الشرعي كان يشكل 42 بالمئة عام 2011، بالإضافة إلى أنه يستوعب حوالي 43 بالمئة من قـ.ـوة العمل ويسـ.ـاهم بأكـ.ـثـ.ـر من 35 بالمئة من إجـ.ـمـ.ـالي النـ.ـاتج المحلي.
وفي ضوء ما سبق أكد محللون وخبراء في مجال الاقتصاد أن سوريا مقبلة على مرحلة اقتصادية حساسة جداً، وذلك في ضوء سيطرة “الاقتصاد الأسود” على الوضع الاقتصادي في البلاد عموماً.
ويرجح المحللون أن تشهد الليرة السورية مزيداً من الانخفاض والتراجع بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأشهر القليلة القادمة.
اقرأ أيضاً: انخفاض مستمر بقيمة الليرة السورية مقابل الدولار وهذه أسعار الذهب محلياً وعالمياً!
كما يتوقع المحللون أن تشهد أسعار مختلف المواد والسلع ارتفاعاً صاروخياً، الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية حقيقية في سوريا تزامناً مع وجود نسبة 90 بالمئة من السوريين يرزحون تحت خط الفـ.ـقـ.ـر، وفقاً لإحصائيات صادرة عن منظمات دولية رسمية.
وبشكل مبدئي من المتوقع أن تنخفض قيمة الليرة السورية لمستويات قياسية أمام الدولار، وذلك تزامناً مع مزيد من الارتفاع بنسب التضخم قبل نهاية عام 2022.
