أخر الأخبار

الزواج في إدلب بلا أفراح.. تغيّر في المراسم والمهر بالدولار أو ما يعادله من الذهب..!

الزواج في إدلب بلا أفراح.. تغيّر في المراسم والمهر بالدولار أو ما يعادله من الذهب..!

طيف بوست – إدلب

يقول “سامر الأحمد” من مدينة إدلب لموقع “طيف بوست” إن الأفراح في مدينته والأرياف التابعة لها اختلفت كثيراً عن السابق من حيث التقاليد والفعاليات التي كان يقوم بها المحتفلون بالزواج.

ويشير “الأحمد” إلى أن مراسم الزواج كانت تقام لمدة يومين متتاليين، حيث يسمى اليوم الأول “الحنة”، والثاني يوم “الدخلة”.

وذكر أن مراسم الزواج كانت تقام خلال هذين اليومين للرجال والنساء، حيث تقدم الولائم في أجواء ممتعة وغنية بالفعاليات التي تبعث الفرح في قلوب جميع الحاضرين.

وأضاف: “في وقتنا الراهن تغيرت الظروف، وتغيرت معها مراسم الزواج، فالأعراس أصبحت تقتصر على لمة بسيطة يحتفل فيها المقربين من العروسين على نطاق ضيق، مع غياب مظاهر الفرح المعتادة”.

فيما تقول “إلهام” وهي فتاة مخطوبة حالياً ومقبلة على الزواج، أن الاختلاف في مراسم الزواج الآن يتعلق بإقامة أفراح كبيرة، أما العادات والتقاليد الأخرى لازالت ثابتة من حيث المهر وتلبيس الذهب.

وضمن هذا السياق، يوضح “الأحمد” أن معظم الأهالي في محافظة إدلب، سواء من سكان المحافظة الأصليين أو النـ.ـازحين إليها، يطلبون مؤخراً عند تزويج بناتهم مبالغ مالية كبيرة، وبالدولار الأمريكي أو ما يعادله من الذهب.

أما بخصوص الزواج في مخيمات اللجوء المنتشرة شمال سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا، فيقول “الأحمد”، إن الزواج في المخيمات غالباً ما يتم من خيمة إلى خيمة وبتكاليف أقل، مشيراً أن المهر في معظم الأحيان يقتصر على خاتم من الذهب يقدم للعروس.

ويأتي ارتفاع قيمة المهر في الوقت الذي تعيش فيه شريحة الشباب في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية شمال سوريا، حالة من البطالة، حيث من الصعب إيجاد فرص عمل بشكل دائم، إذ يضطر البعض لممارسة أعمال غير دائمة وبأجور منخفضة.

وتلك الظروف قد ساهمت بشكل كبير في إحجام شريحة واسعة من الشباب عن فكرة الإقدام على الزواج في حال لم تشهد أوضاعهم تحسناً بشكل عام.

وقد لعب ارتفاع  قيمة المهر مهر عاملاً كبيراً بتراجع معدلات الزواج في الشمال السوري، حيث أن المبالغ التي يطلبها معظم الأهالي لتزويج بناتهم تفوق قدرات الشباب على تأمينها.

كما أن وجود مصاريف أخرى كشراء الذهب والملابس وغيرها من مستلزمات الزواج، قد جعلت عدد كبير من الشباب لا يفكرون مجرد تفكير بالإقدام على هذه الخطوة.

اقرأ أيضاً: السوريات يتصدرن قائمة الأجنبيات الأكثر زواجاً من مواطنين أتراك

وقد شهدت ظاهرة الزواج تراجعاً كبيراً في الشمال السوري المحرر، لا سيما في محافظة إدلب، نظراً للظروف الصعبة وغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الزواج، وذلك بالرغم من اقتصار المتطلبات على مهر بالدولار الأمريكي وبعض المصاغ من الذهب، وغياب لشـ.ـرط امتلاك منزل الأمر الذي ساهم قليلاً في تخفيف بعض الأعباء.

يُشار إلى أن موضوع الزواج في إدلب يعتبر من أكثر المواضيع الإشكالية في تلك المنطقة، كما أن مشكلة الأوراق الثبوتية تعد من الأمور المعقدة في المناطق المحررة شمال سوريا عموماً.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: