أخر الأخبار

الحوالات المالية في سوريا “استلم بالتي هي أحسن”.. ما القصة؟

الحوالات المالية في سوريا “استلم بالتي هي أحسن”.. ما القصة؟

طيف بوست – فريق التحرير

يعتمد أكثر من ثمانين بالمئة من السوريين في الفترة الحالية على الحوالات المالية الخارجية القادمة من المغتربين إلى ذويهم في سوريا، حيث أن الحوالات المالية باتت بمثابة طوق النجاة من الغرق في ظل استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار في البلاد.

ومع اعتماد شريحة واسعة من السوريين على الحوالات المالية باتت هناك منافسة قوية بين مصرف سوريا المركزي ومكاتب السوق السوداء على الاستحواذ على سوق الحوالات التي باتت أشبه بمنجم الذهب.

وعلى الرغم من وجود تنافس قوي من أجل الاستحواذ على سوق الحوالات المالية إلا أن معظم السوريين يشتكون من أسلوب تسليم الحوالات، حيث يتم العمل ضمن هذا السياق على مبدأ “استلم بالتي هي أحسن”، وفق ما قاله الكثير من السوريين الذين يستلمون حوالات مالية بشكل دوري كل شهر أو شهرين.

كما اشتكى السوريون من طريقة التعامل معهم عند استلام الحوالة المالية، حيث يفاجئ أصحاب الحوالات عند استلامها بكم كبير من الأسئلة غير المبررة، من قبيل من وين المبلغ وما قيمته وأين مكان سكنك وما صلة القرابة من الشخص المرسل وأين يقيم المرسل، وذلك رغم وجود كافة البيانات في رسالة الإشعار التي ترسلها الشركة ويطلعهم عليها المستلم من جواله، بالإضافة إلى إبراز هويته الشخصية.

وتهكم بعض مستلمي الحوالات على طريقة التعامل في شركات الحوالات بالقول أن الموظفين في الفترة المقبلة ربما يسألون عن الأكلة المفضلة للمستلم والمطرب المفضل والهوايات ومن يشجع برشلونة أم ريال مدريد.

وبحسب مستلمي الحوالات، فإن كل ما ذكر سابقاً من الممكن التغاضي، لكن الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه هو تسليم المبلغ المرسل بشكل رزم من فئات 500 و1000 و2000 ليرة سورية.

وهنا في حال كان المبلغ كبيراً بالملايين، فإن المستلم سيضطر إلى حمل مبلغ كبير الحجم بشكل يتطلب منه حمله في أكياس أو استئجار سيارة من أجل نقل المبلغ إلى منزله.

ويقول مستلمو الحوالات المالية أنهم حين يعترضون على الأمر، يأتي الجواب موحد من قبل كافة الموظفين في مختلف المحافظات السورية، وهو أن الأمر ليس بيده، وبأن تسليم المبلغ بهذه الطريقة يأتي يموجب تعليمات من مصرف سوريا المركزي، فإما أن تستلم بالتي هي أحسن أو تؤجل استلام المبلغ ليوم آخر.

اقرأ أيضاً: فئات نقدية جديدة ينبذها السوريون وحديث عن استعداد مصرف سوريا المركزي لطرح فئات أكبر قريباً

ولفت الكثير من مستلمي الحوالات أن المسألة الأخرى التي يعانون منها، هي أن رزم الفئات النقدية القديمة التي يستلمونها لاسيما فئات الـ 500 و1000 ليرة سورية من الطبعات القديمة، في معظم الأحيان تكون تالفة بدرجة كبيرة جداً أو عليها لاصق شفاف من كل مكان.

ووفقاً لمعظم المصادر المحلية، فإن القصة لا تنتهي عند هذا الحد، حيث أن مستلم الحوالة المالية وبعد أن يخرج من مكتب الحوالات المالية ويتوجه لتسديد ما عليه من ديون أو لشراء بعض الاحتياجات من المحال التجارية، فإن معظم أصحاب تلك المحال يرفضون استلام المبالغ المالية من فئة الـ 500 و1000 ليرة سورية الطبعة القديمة بسبب حالتها الفنية السيئة وعدم تمكن عدادات النقود الآلية من قراءها، وهنا يدخل مستلم الحوالة في دوامة تدل على مدى تردي الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه حال البلاد.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: