مبلغ خيالي قابع في أقبية البنوك دون فائدة رغم حاجة الاقتصاد السوري الشديدة إلى الاستثمارات
مبلغ خيالي قابع في أقبية البنوك دون فائدة رغم حاجة الاقتصاد السوري الشديدة إلى الاستثمارات
طيف بوست – فريق التحرير
تشير آخر التقديرات النقدية والمالية في الاقتصاد السوري إلى أن فائض السيولة لدى قطاع البنوك والمصارف في البلاد قدوصل إلى نحو 3 تريليونات ليرة سورية خلال الفترة السابقة، حيث يمثل هذا الفائض الفرق بين إجمالي الإيداعات وكافة أنواع الإقراض لدى البنوك.
وبحسب محللين وخبراء في مجال الاقتصاد فإن هذا الرغم يبدو كبيراً جداً بالنظر إلى الحالة التي يعيشها الاقتصاد السوري في المرحلة الراهنة، مشيرين إلى أن أكثر من ما يدعو للغرابة في الأمر وجود هذا المبلغ الخيالي في ظل حاجة اقتصاد البلاد الشديدة إلى المزيد من الاستثمارات من أجل الدفع بعجلة الإنتاج.
ويوضح المحللون أن الغرابة تكمن بشكل خاص في التناقض بين وجود هذه الحاجة الملحة للمزيد من الاستثمارات وبين حبس تلك المبالغ الهائلة في البنوك والمصارف العامة والخاصة دون تحقيق أي فائدة منها عبر ضخها في مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة.
ولفت المحللون إلى أن حبس هذه السيولة الفائضة في أقبية المصارف والبنوك يعتبر أمراً أشبه باللغز الاقتصادي والنقدي، وذلك في ظل توفر المورد وعدم التوجه نحو استخدامه بما يخدم الاقتصاد السوري الذي يعاني من مشكلات كبيرة، ربما يحل جزء لا بأس به منها في حال استخدام تلك السيولة الفائضة بالشكل الأمثل عبر دعم المشاريع الإنتاجية.
ووفقاً للخبراء، فإن ما سبق يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات الهامة والملحة، حول الجهة المستفيدة من عدم استخدام فائض السيولة والوقوف حائلاً امام ضخ تلك الأموال في الاقتصاد عبر خطة اقتصادية شاملة ومدروسة للنهوض بالواقع الاقتصادي في البلاد.
ويرى العديد من المختصين في مجال الاقتصاد أن المستفيد الأكبر من حبس تلك السيولة، هم فئة التجار وحيتان المال الذي يسيطرون بشكل كامل على معظم الاستثمارات في البلاد خلال المرحلة الراهنة.
وتعليقاً على الموضوع، ترى وزيرة الاقتصاد السابقة “لمياء عاصي” أن عدم وجود استراتيجية شاملة وسيـ.ـاسة اقتصادية لمعـ.ـالجة جـ.ـوان.ـب مختلفة من المسـ.ـألـ.ـة الاقتصادية بشكل متكامل، هو أحد أهم أسباب تراكم السيولة النقدية في المصارف، من دون توظيفها في الاقتصاد الـ.ـوطـ.ـني.
وأشارت “عاصي” إلى وجود سبب آخر يتمثل بعدم تبني حكـ.ـومة البلاد لبرامج واضحة ومعلنة تتعلق بدعم المشـ.ـاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، بالإضافة إلى عدم تقديم التسهيلات الحقيقية لها، لاسيما بما يخص مسألة إجراءات التأسيس والتمويل والخـ.ـضوع للضرائب والرسوم.
كما نوهت “عاصي” في معرض حديثها إلى وجود معوقات أخرى تتمثل بأن البيئة الخارجية المحيطة بالمشاريع صعبة، موضحة أن تلك البيئة تتسـ.ـم بانخفاض الطـ.ـلب بسبب معـ.ـدل التضخم العـ.ـالي، وما ينجم عنه من ضعـ.ـف كـ.ـبير للقوة الشرائية.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تعود لمسار الانخفاض بقوة مقابل الدولار وصعود بأسعار الذهب في الأسواق المحلية!
تجدر الإشارة إلى أن ما سبق يتزامن مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، حيث وصل سعر صرفها اليوم لمستويات الـ 3960 ليرة لكل دولار.
وبحسب آخر التوقعات فإن الليرة السورية مرشحة لمزيد من الانخفاض والتراجع في قادم الأيام أمام مختلف العملات.