هل أفلس البنك المركزي ولم يعد قادر على التدخل لتثبيت سعر صرف الليرة السورية .. خبراء يوضحون!
هل أفلس البنك المركزي ولم يعد قادر على التدخل لتثبيت سعر صرف الليرة السورية .. خبراء يوضحون!
طيف بوست – فريق التحرير
أشارت عدة تقارير صحفية وإعلامية في الآونة الأخيرة إلى أن البنك المركزي السوري أصبح مفلساً وغير قادر على التدخل لتثبيت سعر صرف الليرة السورية ووقف انهياراها المتواصل وتراجعها المستمر مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية.
وحول هذا الموضوع أكد العديد من المحللين أن البنك المركزي السوري لا يمكن أن يكون مفلساً بالمعنى الحقيقي، مشيرين إلى أن مصطلح الإفلاس الكامل يعني أن حكـ.ـومة البلاد فقدت السيطرة بشكل كامل على الاقتصاد المحلي والتحكم بقيمة العملة الوطنية.
وأوضح المحللون أن حالة الإفلاس الكاملة تعني الوصول إلى الوضع الذي وصلت إليه “فنزويلا”، حيث أصبحت قيمة عملتها قبل أعوام لا تساوي شيء وأصبح الناس هناك يرمون الأوراق النقدية في الشوارع نظراً لعدم وجود أي قيمة لها.
وبالنسبة للوضع في سوريا، فإن الحالة مختلفة، إذ لا يزال المصرف المركزي متحكماً نوعاً ما بحركة العملة السورية إلى حد كبير على الرغم من فقدانه السيطرة على سعر الصرف في بعض الأحيان سواءً بشكل متعمد أو تحت ضغط عدم توفر القطع الأجنبي بما يكفي للتدخل.
وقد أشار بعض الخبراء في مجال الاقتصاد إلى وجود نقص حاد في القطع الأجنبي لدى البنك المركزي في الوقت الراهن، وذلك نظراً لتمويل الكثير من المواد المستوردة بالدولار الأمريكي الذي ارتفع مؤخراً بشكل كبير مما جعل البنك المركزي لاستخدام كمية أكبر من مخزونه الاحتياطي من أجل استمرار عملية تمويل المواد المستوردة ولو بالحد الأدنى.
كما أكد محللون آخرون بأن البنك المركزي لديه رصيد احتياطي من القطع الأجنبي للحالات الطارئة جداً، مشيرين أن هذا الاحتياطي غير مخصص للتدخل لتثبيت سعر صرف الليرة السورية وإنما مخصص لأزمات اقتصادية ومالية أكبر من ذلك.
ونوه المحللون أن مصرف سوريا المركزي قد يجد نفسه مضطراً للجوء إلى استخدام مخزونه الاحتياطي الاستراتيجي خلال الأشهر القليلة القادمة في ضوء الحديث عن أزمة اقتصادية ومالية عالمية من المرجح أن تبدأ أثارها تظهر بشكل واضح مع نهاية عام 2022.
وفي ضوء ما سبق، يرجح معظم المحللين أن تشهد الليرة السورية انخفاضات متتالية بقيمتها وسعر صرفها خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
وبشكل مبدئي يرجح المحللون أن يصل سعر الصرف إلى مستويات قريبة من عتبة الـ 5000 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد خلال تعاملات شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
فيما يتوقع آخرون أن يصل سعر الصرف خلال الأشهر الثلاثة القادمة إلى عتبة الـ 6000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد وأكثر من ذلك في حال كانت آثار الأزمة الاقتصادية العالمية أكبر من المتوقع.
اقرأ أيضاً: سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار مع افتتاح تداولات اليوم وأسعار الذهب في سوريا!
تجدر الإشارة إلى أن الليرة السورية وصلت قبل أيام إلى أدنى مستوى تاريخي لها أمام الدولار، حين سجلت أرقاماً عند حدود الـ 4860 ليرة لكل دولار الأسبوع الماضي.
فيما وصل سعر الصرف مع افتتاح نشرة التعاملات صباح هذا اليوم إلى مستويات الـ 4850 ليرة للدولار في العاصمة دمشق.