أخر الأخبار

هل بدأ الخناق يضيق على عنق بشار الأسد ونظامه..؟

نشرت صحيفة “القدس العربي” مقالاً للكاتب “رياض معسعس”، تناول فيه إمكانية نهاية حكم رأس النظام السوري “بشار الأسد” خلال العام الحالي، أو بداية العد التنازلي لنهاية حكم عائلة الأسد للبلاد.

وتساءل الكاتب في مستهل مقاله: “هل يشهد عام انتشار جائحة فيروس كورونا نهاية حكم آل الأسد لسوريا، وبداية نهاية أسطورة “إلى الأبد” بعد أكثر من 5 عقود من سيطرة هذه العائلة على مفاصل السلطة في سوريا.

ويجيب الكاتب أنه لا وجود لمعلومات مؤكدة حول هذا الأمر، لكنه في الوقت نفسه هناك دلائل ومؤشرات قد ظهرت في الفترة الأخيرة جعلت العديد من المراقبين يتنبأون بإمكانية إحداث تغييرات سياسية على مستوى رأس هرم السلطة في سوريا.

ويضيف “معسعس” أن الهدف من إحداث هذه التغييرات هو إظهار نظام الأسد بحلة جديدة من الممكن أن تقبل بها الدول الغربية التي باتت مقتنعة تماماً بأن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مرتبط ارتباطاً وثيقاً بإرساء السلام على الأراضي السورية.

ويرى الكاتب أن نظام الأسد ومن خلفه كل من روسيا وإيران، قد راهنوا على مسألة الحسم العسكري في محافظة إدلب آخر المناطق المحررة، وذلك من أجل تحقيق انتصار نهائي على المعارضة السورية عبر حملة قوية على الشمال السوري بحجة “مكافحة الإرهـ.ـاب”.

ويشير إلى أن المساعي الروسية اصطدمت بردة فعل تركيا التي تمسكت بعدم السماح بخـ.ـسارة المعارضة لآخر معـ.ـاقلها في الشمال السوري، وبالتالي إمكانية حدوث موجة لجوء جديدة وكبيرة من الداخل السوري إلى الأراضي التركية، الأمر الذي لم تعد أنقرة قادرة على تحمل أعبائه.

ويوضح أن إدلب بقيت شوكة في حلق نظام الأسد وروسيا وإيران، من الصعب عليهم إبتلاعها، وذلك بعد تصميم تركيا ودفعها بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى شمال غرب سوريا من أجل عدم السماح للنظام بالتقدم والسيطرة على مناطق جديدة، وتحقيق الانتصار النهائي، مما أدى في نهاية الأمر إلى قبول روسيا بالأمر الواقع وعقد اتفاق هدنة طويل الأمد مع أنقرة مطلع شهر آذار/ مارس الماضي في العاصمة الروسية موسكو.

ويلفت الكاتب إلى أن انتشار فيروس كورونا قد عقد الأمور أكثر بالنسبة لروسيا ونظام الأسد، خاصةً بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية حول إمكانية حدوث كـ.ـارثة إنسانية كبيرة شمال سوريا وفي محافظة إدلب، وذلك بسبب خروج معظم المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة نتيجة استهـ.ـدافها من قبل روسيا ونظام الأسد.

ويضيف إن عشرات آلاف اللاجئين السوريين يعيشون ضمن مخيمات ذات كثافة سكانية مرتفعة جداً، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصـ.ـابة بفيروس كورونا الفتاك، مشيراً أن الصحف الأوروبية تحدثت في الآونة الأخيرة عن أن نظام الأسد لا يقدم بيانات ومعلومات صحيحة حول انتشار الفيروس في البلاد.

اقرأ أيضاً: “صراع العروش”.. هل ينفرط عقد النظام السوري ويرحل الأسد..؟

ويوضح “معسعس” أن من بين أكثر الأمور التي قد تساهم في إزاحة رأس النظام السوري بشار الأسد عن سدة الحكم في سوريا خلال العام الحالي، هو التقرير الصادر عن فريق التحقيق التابع لمنظمة مكافحة انتشار الأسـ.ـلحة الكيماوية في 8 نيسان/ أبريل الجاري، حيث أكد التقرير أن نظام الأسد استخدم الكيماوي ضد أبناء شعبه ثلاث مرات على الأقل في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.

ويقول الكاتب بهذا الشأن أن دول العالم وبناءً على تقرير المنظمة، باتت تنظر إلى أن التعامل مع النظام السوري يشكل وصمة عـ.ـار ملوثة بالكيماوي لكل من يحاول تعويم نظام الأسد من جديد، مضيفاً أن الخناق يضيق على عنق بشار الأسد أكثر فأكثر.

ويشير إلى أن توقيع الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” على “قانون قيصر” أواخر العام الماضي، هذا القانون الذي سيجعل نظام الأسد في عزلة، وسيحرمه من الموارد المالية التي يستعملها في تسعير حملاته العسكرية ضد المدنيين في سوريا، قد أرسل إشارات واضحة لجميع الأطراف بضرورة عدم التعامل مع النظام السوري بأي شكل من الأشكال.

ويوضح الكاتب أن هذا الأمر سيساهم أيضاً في إمكانية أن تبحث روسيا عن بديل للأسد تقبل به دول الغرب، وذلك من أجل أن تحافظ على مصالحها والمكتسبات التي حققتها في سوريا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تدخلها المباشر في الصراع نهاية شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015.

ويرى الكاتب أن نظام الأسد بات يعيش أسوأ أحواله منذ 9 أعوام، وأن الخناق يضيق على عنق بشار الأسد أكثر فأكثر ، وذلك للأسباب آنفة الذكر، ويضاف إليها أمر في غاية الأهمية، ألا وهو دعوة “دريد الأسد” لأبيه “رفعت الأسد” بضرورة العودة إلى سوريا في هذه المرحلة الحـ.ـرجة التي تمر بها البلاد.

اقرأ أيضاً: سفير روسيا السابق في دمشق: النظام السوري في أسوأ أحواله منذ 9 أعوام وموسكو وأنقرة تبحثان عن بديل للأسد

ويكشف “معسعس” أن هذه الدعوة ملفتة للانتباه، وبأن صدورها في هذا التوقيت لا يعتبر أمراً جاء بالصدفة، مشيراً أنها لا يمكن أن تصدر من ابن عم رأس النظام السوري إلا إذا كان ذلك بعلمه، موضحاً أن ذلك دليل إضافي على أن النظام بات في أسوأ أحواله.

ويختم الكاتب مقاله بالقول أن روسيا بدأت تستشعر فداحة استمرار الرهان على بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، بعد أن أصبح عـ.ـالة عليها، الأمر الذي دفع موسكو للبحث عن مدد من المقربين لبشار الأسد، في إشارة إلى عمه “رفعت الأسد” الذي يملك شخصية قوية وإمكانيات للتحرك على مختلف الأصعدة والمجالات.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: