ظاهرة غريبة تخص الليرة السورية تنتشر في سوريا.. ضخ ملايين الدولارات وتحقيق أرباح مليارية
ظاهرة غريبة تخص الليرة السورية تنتشر في سوريا.. ضخ ملايين الدولارات وتحقيق أرباح مليارية
طيف بوست – فريق التحرير
يشهد الوضع الاقتصاد في سوريا خلال الفترة الحالية تخبطاً كبيراً، لاسيما في ظل عدم استقرار سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى جانب وجود فرق بين السعر المتداول في السوق الموازية وبين السعر الرسمي الذي يحدده مصرف سوريا المركزي.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذا التخبط أدى إلى انتشار ظاهرة غريبة تخص الليرة السورية، وتتمثل بازدهار ما بات يعرف باسم “تجارة العملة” في سوريا، حيث يحقق القائمون على هذه التجارة أرباح مليارية خلال أيام قليلة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التجارة أشبه بالمضاربة على الليرة السورية، وتكون من خلال ضخ ملايين الدولارات ومن ثم انتظار التقلبات في سعر الصرف لشراء الدولارات مجدداً، حيث يساهم ذلك في تحقيق أرباح كبيرة للقائمين على هذه التجارة.
وأضافت أن الشخص في حال كان لديه مليون دولار أمريكي مثلاً وقام بضخ الدولارات وبيعها في السوق، ومن ثم عاد إلى شراء نفس المبلغ دولار بعد أن تتحسن قيمة الليرة السورية، فإنه في هذه الحالة سيحقق ربحاً كبيراً خلال أيام، حيث أن الأرباح قد تصل إلى مئات آلاف الدولارات.
وحذر خبراء في مجال الاقتصاد من هذه الظاهرة المنتشرة التي تسبب أضرار كبيرة على الليرة السورية وتضعف من قيمتها، وتعتبر شكلاً من أشكال التلاعب بقيمة العملة السورية.
ولفت الخبراء إلى ضرورة توخي الحذر من هذه الممارسات، منوهين أن القائمين عليها قد يكونوا على ارتباط بالنظام البائد أو على ارتباط بجهات خارجية تريد تخريب الاقتصاد السورية.
وضمن هذا السياق، نشر الخبر الاقتصادي “جورج خزام” منشوراً بصفحته في “فيس بوك” تحدث فيها عن تأثيرات المضاربة على الليرة السورية على الاقتصاد المحلي.
واستهل “خزام” حديثه متسائلاً بالقول: “ما هو الفرق بالتأثير على الاقتصاد المحلي بين الأرباح التي يتم تحقيقها من المضاربة على الليرة السورية، وبين الأرباح التي يتم تحقيقها من النشاط التجاري والصناعي والزراعي والسياحي..؟”.
وأشار إلى أن الأرباح التي يحصل عليها المضاربين والصرافين هي أموال ناتجة عن الفرق الإيجابي لبيع و شراء الدولار ولا تؤدي لخلق سلسلة طويلة من الدخول للحلقات الوسيطة بالسوق.
وبحسب الخبير، فإنها لا تؤدي أيضاً لزيادة الإنتاج وزيادة الصادرات وتخفيض الواردات و لا يتم استثمارها بالتوسع الصناعي ولا تؤدي لزيادة التحصيل الضريبي للخزينة العامة.
اقرأ أيضاً: البحث عن الذهب والكنوز في سوريا.. إليكم أفضل جهاز للكشف عن الذهب متوفر في الأسواق السورية (فيديو)
وأوضح “خزام” أن الضرر الأكبر الذي تسببه الأرباح بالدولار التي يحصل عليها المضاربون، هو أنها تؤدي لخروج كتلة كبيرة من الدولار الذي هو القوة المحركة لدوران العجلة الاقتصادية بالسوق.
وختم حديثه بالقول: “أن تلك الأرباح على حساب تكبيد المواطنين والتجار والصناعيين لخسائر من تقلب سعر صرف الدولار، ومعه تراجع القوة الشرائية لهم وتراجع الاستهلاك والطلب والإنتاج وجمود الأسواق وزيادة البطالة والكساد”.