طلب كبير على الدولار في السوق السوداء في سوريا ومسار جديد لسعر الصرف قريباً
طلب كبير على الدولار في السوق السوداء في سوريا ومسار جديد لسعر الصرف قريباً
طيف بوست – فريق التحرير
يشهد الوضع الاقتصادي في سوريا خلال الفترة الحالية حالة عدم يقين في ظل تراجع ثقة السوريين بعملتهم المحلية، لاسيما أن استقرار سعر صرفها أمام الدولار وبقية العملات لا ينعكس على معدلات التضخم أو أسعار المواد والسلع والخدمات الأساسية في البلاد.
وضمن هذا السياق، أشار خبير اقتصادي من دمشق إلى أن القرارات الأخيرة المتخذة من قبل مصرف سوريا المركزي واللجنة الاقتصادية سواءً بخصوص سعر صرف الدولار الجمركي أو فرض الربط الالكتروني على بائعي المجوهرات والذهب في سوريا تزيد من حالة الفوضى وعدم اليقين في الأسواق السورية.
ونوه الخبير في حديث لموقع “طيف بوست” أن القرارات الاقتصادية غير المدروسة تخلق طلب كبير على الدولار في السوق السوداء في سوريا، لاسيما أن تلك القرارات ينتج عنها مزيد من هجرة الصناعيين وكبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال من البلاد وبحوزتهم ملايين الدولارات.
وأضاف أن عدد كبير من الصناعيين قد غادروا البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية بعد التضييق عليهم سواءً بالضرائب والرسوم أو بالإتاوات وعدم الإعفاء من الزيادة بأسعار الطاقة، مشيراً أن ذلك يتزامن مع تفكير معظم الصاغة في سوريا بإغلاق محال بيع الذهب والهجرة إلى الخارج بحثاً عن فرصة عمل أفضل في الدول المجاورة.
ولفت الخبير الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن خروج كبار التجار من البلاد مع كميات كبيرة من الدولار من شأنه أن يزيد الطلب على الدولار والقطع الأجنبي في السوق السوداء في سوريا خلال الفترة المقبلة.
وتوقع أن ينتج عن ذلك مسار جديد في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية خلال الثلث الأخير من عام 2024، مرجحاً أن يصل سعر صرف دولار السوق السوداء في سوريا لمستوى قياسي غير مسبوق.
ورجح الخبير أن تتهاوى الليرة السورية إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة في الانخفاض أمام الدولار خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، وأن يصل سعر دولار السوق السوداء في سوريا إلى مستويات الـ 18 ألف ليرة سورية للدولار، حيث أن السعر الحالي يسجل أرقام عند حدود الـ 15 ألف ليرة سورية لكل دولار.
كما أشار إلى أن القادم على الصعيد الاقتصادي في سوريا لا يبشر بالخبر، حيث من المرجح أن تسجل معدلات التضخم ارتفاعاً بنسبة أكبر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد والخدمات في البلاد، لاسيما الأساسية منها.
اقرأ أيضاً: تعميم مهم حول بيع الذهب والمجوهرات في سوريا وحديث عن رسوم جديدة سيدفعها السوريون
وأفاد أن كافة القطاعات في سوريا ستتأثر سلبياً خلال الفترة المقبلة، لكن المواطنين سيتأثرون بدرجة أكبر، لاسيما في ظل عدم وجود رؤية واضحة بخصوص زيادة الرواتب والأجور في سوريا على الأقل في المدى القريب.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المحللين الاقتصاديين في سوريا يرجحون توجه السوريين في الفترة القادمة إلى شراء الدولار بدلاً من شراء الذهب، لاسيما بعد فرض الربط الالكتروني لمحال بيع الذهب في البلاد مع وزارة المالية، وما سينتج عن ذلك من ارتفاع في أسعار الذهب وزيادة على الرسوم.