مسؤول أمريكي يتحدث عن صفقة كبرى بين إدارة “بايدن” والقيادة الروسية بشأن سوريا.. هذه تفاصيلها
مسؤول أمريكي يتحدث عن صفقة كبرى بين إدارة “بايدن” والقيادة الروسية بشأن سوريا.. هذه تفاصيلها
طيف بوست – فريق التحرير
نشر السفير الأمريكي السابق في دمشق “روبرت فورد” مقالاً مطولاً في مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية التي تصدر كل شهر عن مجلس العلاقات الخارجية المستقل، حيث سلط الضوء خلال المقال على المشهد السوري في ظل تحركات واشنطن وموسكو الأخيرة مع تسلم “جو بايدن” لمهامه رسمياً.
وأشار “فورد” في مستهل مقاله إلى أن الإدارة الأمريكية في عهد “ترامب” بذلت جهوداً كبيرة عبر الضغط على نظام بشار الأسد عسكرياً واقتصادياً من أجل إجباره على القبول بإجراء إصلاحات دستورية جذرية وإنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد شمال شرق سوريا.
ورأى المسؤول الأمريكي أنه وبعد مضي 6 أعوام وتقديم نحو 2.6 مليار دولار من أجل منطقة الحكم الذاتي التي نشأت تحت رعاية القوات الأمريكية، فإن تلك المنطقة أصبحت محمية من جيرانها المـعـ.ـادين، لكنها لا تزال غير قادرة على حماية نفسها، على حد قوله.
وأشار إلى أن تلك المنطقة ستبقى في ضوء ما سبق معتمدة بشكل كامل في المدى المنظور على الموارد التي تقدمها واشنطن.
وأوضح أن الملف السوري منذ البداية لم يكن مسألة رئيسية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، مشيراً أن مصالح أمريكا في سوريا تقتصر على الحيلولة دون تحول ما يجري فيها إلى تهـ.ـديدات تطال المخــ.ـاوف الأمريكية التي تهم واشنطن في مواقع أخرى بدرجة أكبر.
واعتبر “فورد” أن طريقة تعامل الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن مع الأوضاع في سوريا لا تقدم الكثير، داعياً الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” إلى تغيير سياسة بلاده حيال الشأن السوري.
وأضاف: “من الأفضل أن يغير الرئيس بايدن الاستراتيجية الأمريكية الحالية عبر التركيز على روسيا وتركيا بشكل أكبر في مسألة احتواء داعـ.ـش”.
ولفت إلى أن فريق “بايدن” عليه أن يركز على المسار الدبلوماسي في علاقته مع أنقرة وموسكو بما يخص الوضع الميداني على الأراضي السورية.
كما نوه “فورد” في معرض حديثه إلى أن حلفاء واشنطن من الأكراد السوريين قد تسببوا بتفـ.ـاقم التوتـ.ـرات على الصعيد الإقليمي، لاسيما بين العرب والكرد.
وأشار إلى وجود إحبـ.ـاط لدى أوساط المجتمعات العربية في المنطقة بشكل خاص، وذلك على إثر مساهمة الولايات المتحدة للأكراد بالسيطرة على منابع وحقول النفط شمال شرق سوريا.
اقرأ أيضاً: في أول اتصال بينهما.. بوتين وبايدن يناقشان 6 ملفات دولية كبرى!
وأكد المسؤول الأمريكي أن ممارسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة قد أدت إلى جعل البيئة هناك مشحـ.ـونة بالتوتـ.ـرات من الناحيتين العـ.ـرقية والقبلية، مما قد يفسح المجال بصورة أو بأخرى لعودة تنظيم “داعـ.ـش”.
وأشار إلى أن إمكانية عودة التنظيم إلى تلك المنطقة تشكل معـ.ـضلة رئيسية ستبقى الولايات المتحدة تواجهها بشكل دائم هناك، طالما أن سياساتها تفضل دولة يسيطر عليها الأكراد في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا.
ولفت “فورد” أن استراتيجية واشنطن تلك لا يمكن أن تؤدي إلى نهاية قابلة للتحقيق، لأن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لا يمكنها الصمود في وجه عدة أطراف بدون غطاء عسكري ودبلوماسي أمريكي.
وتابع قائلاً: “من المرجح أن تـ.ـواجه قوات قسد حـ.ـرباً على عدة جبـ.ـهات.. ضد كل من تركيا وقوات نظام الأسد، ما يبعد عناصرها عن خطوط التماس مع داعـ.ـش”.
ووفقاً للمسؤول الأمريكي فإن منـ.ـع حدوث مثل تلك النتيجة يتطلب من الولايات المتحدة الأمريكية الإبقاء على قواتها في منطقة شمال شرق سوريا إلى أجل غير معروف.
وشدد أنه في ضوء العيـ.ـوب في سياسة “ترامب” تجاه الملف السوري، فإن إدارة “بايدن” بحاجة إلى الاعتراف بمصالح روسيا وتركيا في سوريا بصورة أكبر، مما قد يجعل واشنطن مضـ.ـطرة لتغيير استراتيجيتها وطريقة تعاملها مع الوضع هناك.
اقرأ أيضاً: وزير الخارجية السعودي يحسم الجدل بشأن التفاوض مع نظام الأسد ويتحدث عن الحل في سوريا
وتحدث “فورد” في مقاله الذي ترجمه الدكتور عبد القادر نعناع عن مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية عن إمكانية عقد إدارة “بايدن” صفقة كبرى مع القيادة الروسية بشأن سوريا.
وقدم “فورد” مقترحاً للإدارة الأمريكية الجديدة بأن تمنح التفويض لروسيا وتوكل إليها مهمة مكـ.ـافحة تنظيم “داعـ.ـش” شرق سوريا بموجب تلك الصفقة.
وأوضح أن المقترح حتماً سيزيد من التواجد الروسي على جانبي نهر الفرات في تلك المنطقة، مشيراً إلى أن واشنطن ستحتاج حينها إلى التفاوض على الانسحاب العسكري بشكل تدريجي وفق جدول زمني يسمح بانتقال السيطرة هناك إلى القوات الروسية.
ورأى “فورد” أن التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا سيكون أمراً سهلاً في الشمال السوري بمجرد أن تتوقف واشنطن عن تقديم الدعم للوحدات الكردية، مبيناً أن هدف أنقرة الرئيسي هناك هو منـ.ـع الأكراد من إنشاء كيان مستقل قرب حدودها على الأراضي السورية.
وأشار أن على الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته أن يتجنبوا مفاجأة حلفائهم الأكراد، مضيفاً أنه في حال بدأت واشنطن بالإستراتيجية الجديدة في سوريا، فيتوجب على إدارة “بايدن” حينها أن تبلغ شركائها شرق الفرات بشأن أي خطوات ستقوم بها في المنطقة في وقت مبكر.
اقرأ أيضاً: تسريب تفاصيل الاجتماع الغامض الذي عقده بشار الأسد مع عدد من الإعلاميين في القصر الجمهوري!
كما وجّه “فورد” مجموعة من النصائح للوحدات الكردية العاملة شمال شرق سوريا في حال غيّرت الولايات المتحدة نهجها وتعاملها مع المتغيرات على الساحة السورية، من أبرزها ضرورة فتح باب الحوار مع النظام السوري آنذاك حول الأوضاع السياسية والميدانية للمناطق التي يسيطرون عليها شرق الفرات.
ونصح “فورد” في ختام مقاله إدارة “بايدن” بالتعامل بواقعية بخصوص قدرات الولايات المتحدة الأمريكية على إجبار روسيا ونظام الأسد على تقديم تنازلات سياسية، موضحاً أن النظام يرى أن إجراء أي إصلاحات من شأنها أن تُقصّر عمره، وأن سيطرة أمريكا و”قسد” على منابع النفط شرق الفرات لن تغيّر من المعادلة شيئاً.
واعتبر أن واشنطن غير قادرة عبر استخدام الضغوطات الاقتصادية على إضعـ.ـاف الروابط السياسية والعسكرية بين النظام السوري وإيران، مشيراً أن إدارة “بايدن” بإمكانها الحفاظ على نهج “ترامب” في سوريا، لكنه في الوقت ذاته أكد أن ذلك يعني إهـ.ـدار مليارات الدولارات من جديد دون الحصول على أي نتائج ملموسة.