أخر الأخبار

الاقتصاد السوري على أعتاب مرحلة خطيرة وتوقعات بتسجيل الليرة السورية هبوطاً مدوياً أمام الدولار

الاقتصاد السوري على أعتاب مرحلة خطيرة وتوقعات بتسجيل الليرة السورية هبوطاً مدوياً أمام الدولار

 طيف بوست – متابعات

نشر موقع “اقتصاد” المهتم بمتابعة الشؤون الاقتصادية في سوريا تقريراً  تحليلياً مطولاً سلط من خلاله الضوء على واقع ومستقبل الاقتصاد السوري وتأثيرات تصاعد الأزمة الأوكرانية على مصير الليرة السورية وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات.

واستهل الموقع تقريره الذي أعده الصحفي والكاتب المختص في الشأن الاقتصادي “فؤاد عبد العزيز” بالإشارة إلى أن حكـ.ـومة النظـ.ـام بدأت تستعد للأسوأ اقتصادياً منذ أن أعلنت روسـ.ـيا الحـ.ـرب على أوكـ.ـرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير/ شباط الفائت.

وأوضح أن الاستعدادات لمرحلة أسوأ على الصعيد الاقتصادي في سوريا جاءت في أعقاب عدة بيانات بدأت تشير إلى أن العديد من المخـ.ـزونات الغذائية، من قـ.ـمـ.ـح وسكر وزيت، بالـ.ـكـ.ـاد تكفي لمدة شهـ.ـرين، وهي مواد أغلبها مستورد من الأسواق الأوكرانية والروسية.

ونوه إلى أن النظـ.ـام كان حريصاً في الفترة الماضية على دعم استقرار سعر صرف الليرة السورية عبر اتخاذه العديد من الإجراءات والقرارات التي تهدف إلى تجفيف السيولة بالليرة السورية من الأسواق، فيما يبدو أن تلك الخطوات كانت من ضمن استعدادات النظـ.ـام لمواجـ.ـهة تبعات الحـ.ـرب الأوكرانية.

وبيّن الكاتب أن محاولات النظـ.ـام باءت بالفشل، حيث خالفت اتجاهات السوق كل الإجراءات المتخذة التي كانت تهدف إلى ضبط سعر الليرة، إذ سجلت الليرة السورية انخفاضاً متسارعاً في غضون نحو أسبوعين من بداية العمـ.ـلية الـ.ـروسية ضد أوكـ.ـرانيا.

وكانت الليرة السورية قد استقرت لفترة طويلة قبل الحـ.ـرب الأوكرانية عند مستويات قريبة من 3650 ليرة سورية للدولار، بينما لامست حدود الـ 4 آلاف ليرة لكل دولار خلال الأيام القليلة الماضية.

ولفت الكاتب إلى أن تراجع الليرة السورية إلى هذا الحد لتأثرها بتأزم الوضع في أوكـ.ـرانيا لم يكن أمراً مفاجئاً بالنسبة للكثير من الخبراء في الشأن الاقتصادي، مشيراً أن ذلك التراجع يعتبر منطقياً لارتباطه بالدرجة الأولى بارتفاع أسعار النفط عالمياً من نحو 58 دولار للبرميل الواحد إلى أكثر من 120 دولار لكل برميل.

وأوضح أن ذلك يعني بأن موازنة حكـ.ـومة النظــ.ـام المخصصة لاستيراد المشتقات النفطية، سوف تزيد نفقاتها بنسبة لا تقل عن خمسين بالمئة.

وبحسب الكاتب فإن حكـ.ـومة النظـ.ـام بالإضافة إلى ما سبق تعتمد في تجارتها الخارجية على أوكـ.ـرانيا وروسيا بنسبة نحو 50%، مشيراً أنها تستورد من هاتين الدولتين معظم احتياجاتها من الزيت والقمح والسكر والأعلاف وغيرها من المواد الأساسية.

وأشار إلى أنه وتزامناً مع ما سبق، فمن الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد السوري وتنخفض قيمة الليرة السورية مع التصـ.ـعيد العسكـ.ـري في أوكـ.ـرانيا، وذلك بفعل المخاوف من عدم إيجاد أسواق بديلة لاستيراد المواد الأساسية منها في ظل العقـ.ـوبات المفروضة على دمشق، بالإضافة إلى شح الموارد من العملات الصعبة.

وأكد الكاتب أنه بناءً على المعطيات آنفة الذكر، فنحن الآن على أعتاب مرحلة خطـ.ـيرة جداً بما يخص واقع ومستقبل الاقتصاد السوري، مرجعاً ذلك إلى أن حكـ.ـومة النظـ.ـام أعلنت بشكل صريح أن مخزوناتها من المواد الغذائية التي يتم استيرادها من روسـ.ـيا، وفي مقدمتها الزيت والقمح والسكر قد تكفي لمدة شهرين قادمين فقط.

ونوه إلى أن إعلان حكـ.ـومة النظـ.ـام يعني أن استمرار الحـ.ـرب لمدة أطول من شهرين سوف يؤدي إلى مـ.ـصـ.ـائب كبيرة في حال لم يتم إيجاد البدائل بشكل سريع.

وحول البدائل المتاحة، يشير الكاتب إلى أن مسؤولي النظـ.ـام يقولون بأن التكلفة سوف ترتفع بما لا يقل عن 20 إلى 30 % في حال توفر البدائل، وذلك بسبب ارتفاع أجور الشحن عالمياً، الأمر الذي سيؤدي حكماً مزيد من ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى انخفاض أكبر بقيمة الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية.

وختم الكاتب حديثه بالحديث عن موقف البنك المركزي السوري التابع للنظـ.ـام من التطورات التي يشهدها اقتصاد البلاد وسعر صرف الليرة السورية، حيث قال: “الغريب أن المــ.ـصرف المركزي لا يكشف عن حجـ.ـم مخزوناته من العـ.ـمـ.ـلة الصعبة المخصصة لدعم استيراد المـ.ـواد الأساسية، وهو ما يجعل من الصـ.ـعـ.ـوبة التنبؤ بمستقبل سعر صرف الليرة السورية بشكل دقيق”.

اقرأ أيضاً: انخفاض قياسي تسجله الليرة السورية أمام الدولار اليوم وأسعار الذهب ترتفع نحو ذروة سعرية جديدة!

وأوضح أن البنك المركزي في حال كان بإمكانه أن يغطي نفقات المستوردات من المخزونات، فإن الليرة سوف تبقى تتأرجح عند مستويات قريبة من عتبة الـ 4000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد.

وبحسب الكاتب فإنه في حال اضطر البنك المركزي لتحويل جزءاً من مخزونه من الليرة السورية إلى الدولار، فهذا يعني حكماً أن الليرة السورية ستتجه نحو تسجيل هبوط مدوي مقابل الدولار، ربما يتخطى حدود الـ 5000 ليرة سورية لكل دولار في عضون الشهرين المقبلين.

المصدر: موقع اقتصاد – فؤاد عبد العزيز

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: