كل حوالة مالية تصل إلى سوريا تخسر 40% من قيمتها.. مصرف سوريا المركزي في قفص الاتهام!

“كل حوالة مالية تصل إلى سوريا تخسر 40% من قيمتها” مصرف سوريا المركزي في قفص الاتهام!
طيف بوست – فريق التحرير
يعاني السوريون خلال الفترة الحالية من خسارة جزء كبير من قيمة كل حوالة مالية تصل إلى سوريا، وذلك في الوقت الذي تعتمد فيه شريحة واسعة من السوريين على الحوالات المالية التي تأتيهم من ذويهم وأقربائهم في دول الاغتراب.
وبحسب تقديرات خبراء الاقتصاد، فإن كل حوالة مالية تصل إلى سوريا في الفترة الحالية تخسر نحو 40% من قيمتها، وذلك بسبب أن شركات الحوالات والصرافة تقوم بتسليم الحوالات بسعر صرف أقل بكثير من سعر الصرف المتداول في السوق.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن سبب خسارة كل حوالة مالية هذه النسبة، هو مصرف سوريا المركزي الذي يراقب ما يحدث بصمت، حيث يضعونه في قفص الاتهام لعدم تدخله في سوق الحوالات المالية لوضع حد لممارسات مكاتب الحوالات وشركات الصرافة.
ووفقاً لتقارير اقتصادية محلية، فإن مختلف شركات الصرافة والحوالات العاملة في سوريا سواءً شركة الهرم أو الفؤاد أو المتحدة لا تلتزم جميعها بالتسعيرة الرسمية للدولار في سوريا، كما أنها تقوم بتسليم الحوالات المالية بأسعار أقل من السعر الرسمي وحتى بسعر أقل بكثير من السعر المتداول في السوق السوداء.
وأشارت التقارير إلى أن الخسائر التي يتعرض لها من يقوم بتحويل المبالغ المالية من الخارج إلى جانب خسارة مستلمي الحوالة لنسبة كبيرة من قيمتها يسبب أضرار ليس فقط على المستلمين وإنما على الاقتصاد السوري بشكل عام.
ولفتت أن الخسارة في أي حوالة تصل إلى سوريا تعتبر خسارة لاقتصاد للبلاد عموماً، لاسيما أن الحوالات المالية الخارجية تعتبر مصدر الدخل الأبرز والأهم للسوريين داخل سوريا، حيث يقدر الخبراء حجم الحوالات التي تصل إلى سوريا بنحو 4 مليارات دولار أمريكي سنوياً.
وأضافت أن هذا الرقم يعتبر رقماً كبيراً، لاسيما إذا ما علمنا أن كتلة رواتب الموظفين السوريين في القطاع العام لسنة 2025 لا يتعدى الـ 650 مليون دولار.
اقرأ أيضاً: هل الحكومة السورية الجديدة قادرة على زيادة الرواتب 400% دفعة واحدة.. خبير يشكك ويحذر!
ويرى بعض الخبراء في مجال الاقتصاد أن مصرف سوريا المركزي لا يتدخل بقوة في عمل شركات الحوالات خشية منه من أن تفهم تصرفاته في حال تدخل على أنه عودة إلى النهج القديم في السيطرة على سوق الحوالات بقوة.
ورغم ذلك يرى خبراء آخرون أن خشية مصرف سوريا المركزي غير مبررة مطلقاً، لاسيما أن عدم التدخل في عمل شركات الحوالات يسبب خسائر كبيرة لشريحة واسعة من السوريين الذين يخسرون حوالي 40% من قيمة كل حوالة مالية تصل إليهم في الفترة الحالية.