أخر الأخبار

ثلاثة خيارات أمام روسيا وتركيا في إدلب.. والجيش التركي يستعد لردع نظام الأسد مجدداً

ثلاثة خيارات أمام روسيا وتركيا في إدلب.. والجيش التركي يستعد لردع نظام الأسد مجدداً

خاص – طيف بوست

كثفت تركيا في الآونة الأخيرة من وتيرة إرسال الأرتال العسكرية إلى عمق محافظة إدلب، وذلك عقب رصد القوات التركية تجمعات وحشود كبيرة لقوات نظام الأسد قرب خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية في ريف المحافظة الجنوبي.

يأتي ذلك في ظل أنباء تحدثت عن نية نظام الأسد شن عملية عسكرية موسعة على المناطق المحررة في الشمال السوري بدعم روسي قبل نهاية شهر حزيران/ يونيو الجاري، والهدف بحسب مصادر داخل قوات الأسد، هو الوصول إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وفي ضوء ذلك تبرز ثلاثة خيارات أمام روسيا وتركيا في إدلب خلال المرحلة المقبلة، يأتي في مقدمتها خيار التركيز على تطبيق بنود الاتفاق الأخير الموقع بين البلدين، أو إجراء تعديلات بسيطة عليها وفقاً للمتغيرات الجديدة التي طرأت على الوضع الميداني والسياسي والاقتصادي.

من هذا المنظور يمكن أن تسعى روسيا لتطبيق البند المتعلق بتأمين الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية، بشتى الوسائل الممكنة، حيث من غير المستبعد أن تشن عملية عسكرية محدودة من أجل تأمين محيط الطريق بشكل كامل.

وتبرز أهمية الطريق الدولي “إم 4” لدى روسيا في الوقت الراهن مع دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ، وحاجة موسكو الملحة لتأمين وصول البضائع التجارية والنفط من شرق الفرات إلى مناطق سيطرة النظام عبر الطريق السريع الذي يمر من جنوب محافظة إدلب نحو محافظة اللاذقية على الساحل السوري.

أما الخيار الثاني أمام روسيا وتركيا في إدلب، فيكمن في إمكانية إعادة تقاسم النفوذ مجدداً بين الطرفين، بحيث تسمح القيادة الروسية لأنقرة بإقامة منطقة آمنة شمال شرق سوريا على طول الحدود السورية التركية، وبحدود وعمق يجري الاتفاق عليه بين الجانبين.

من جهتها تقوم تركيا بتسهيل عملية سيطرة روسيا على الطريق الدولي “إم 4” وتأمينه بشكل كامل، إما عبر عملية عسكرية روسية محدودة أو عبر تفاهمات تجريها أنقرة مع فصائل المعارضة السورية في المنطقة.

وما يعزز ذهاب كل من روسيا وتركيا لتنفيذ مثل هذا الخيار، هو رغبة أنقرة العارمة بإنشاء المنطقة الآمنة وإبعاد “قوات سوريا الديمقراطية عن حدودها الجنوبية، فضلاً عن إمكانية إعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة في حال إقامتها، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحكومة التركية في صراعها الداخلي مع المعارضة التركية.

كذلك قد يكون هذا الخيار من أنسب الخيارات المطروحة على الطاولة بالنسبة لروسيا، إذ دخلت موسكو في سباق مع الزمن من أجل فتح الطرقات الدولية قبل أن تتفاقم الأوضاع الاقتصادية في سوريا أكثر فأكثر نتيجة تطبيق “قانون قيصر” مطلع الشهر الحالي.

في حين يبقى خيار آخر أمام الروس والأتراك بالنسبة للملف السوري عموماً، وملف محافظة إدلب على وجه الخصوص، حيث يتمثل هذا الخيار بإعادة صياغة اتفاق “سوتشي” من جديد.

لكن هذا الخيار يبقى رهن التجاذبات الدولية، فقد علت الأصوات عند توقيع روسيا وتركيا الاتفاق الجديد في موسكو، من أجل العودة إلى تفاهمات “سوتشي” وذلك على لسان مندوبي بعض الدول الأوروبية إلى مجلس الأمن الدولي.

وقد يكون الخيار الأخير مناسباً لتركيا التي دائماً ما أرادت أن تقنع الروس بضرورة انسحاب قوات نظام الأسد إلى حدود اتفاق “سوتشي”، حيث شنت عملية عسكرية باسم “درع الربيع” من أجل تحقيق ذلك الهدف.

في حين يرى البعض أن روسيا قد تسعى للتقرب من الأمريكيين بخصوص التفاهم على حلول وسطية بشأن الملف السوري، وذلك عبر العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الذي أبدى دعمه في الفترة الأخيرة لخيار العودة لاتفاق “سوتشي” بخصوص محافظة إدلب.

اقرأ أيضاً: خطة روسية لمواجهة المسيرات التركية في سوريا وليبيا.. وتركيا تعلق على الخلاف مع روسيا بشأن إدلب

وفي شأن ذي صلة، فردت الصحافة التركية اليوم الخميس 4 يونيو/ حزيرن 2020، صفحاتها للحديث حول آخر التطورات المتعلقة بالأوضاع الميدانية في محافظة إدلب.

وكشفت صحيفة “يني شفق” التركية أن الجيش التركي يجري تحضيرات كبيرة من أجل ردع قوات نظام الأسد في حال محاولتها التقدم نحو المناطق المحررة في الشمال السوري.

وذكرت الصحيفة أن تركيا قامت مؤخراً بنشر عدة منظومات دفاع جوي من طراز “هوك” و” وأتيلجان”، ورادارات من نوع “كوركوت”، إلى جانب أجزاء من أنظمة “حصـ.ـار” التركية الصنع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.

ونقلت عن خبراء أتراك قولهم إن التعزيزات العسكرية التركية الأخيرة التي دخلت إلى عمق محافظة إدلب، ستساهم في تشكيل قوة ردع كبيرة في حال فكرت قوات الأسد بشن علمية عسكرية واسعة على المنطقة.

كما أشار الخبراء إلى أن التحضيرات التركية تندرج تحت مسمى أخذ الحيطة والحذر تحسباً لأي خطوة غير متوقعة قد يقوم بها نظام الأسد من أجل إفشال اتفاق الهدنة الموقع بين روسيا وتركيا مطلع شهر آذار/ مارس الماضي.

اقرأ أيضاً: منظومات دفاع جوي تركية تدخل إدلب.. والجيش التركي يجتمع بوفد من أهالي “جبل الزاوية”.. هذا ما وعدهم به

وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع التركية لم تصدر بياناً حتى اللحظة، بشأن انهاء عملية “درع الربيع”، الأمر الذي يعني أن العملية ما زالت متواصلة حتى الآن.

ولفتت إلى أن الجيش التركي قام بتعزيز مواقعه العسكرية في الشمال السوري، خاصة بالقرب من الطرقات السريعة “إم 4” و”إم 5″، مؤكدة أن القوات التركية في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي سيناريوهات مفاجئة قد تحدث على خطوط التماس في محافظة إدلب.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: