أخر الأخبار

الاتحاد الأوروبي يضع شروطاً لتمويل إعادة الإعمار ويوضح موقفه من ترشح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة

بشار الأسد وانتخابات الرئاسة في سوريا.. الدول الأوروبية توضح موقفها من إجراء الانتخابات عام 2021 وترشح الأسد وتضع شروطاً للمشاركة في عملية إعادة الإعمار في البلاد

طيف بوست – فريق التحرير

أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على أنه لن يدعم أي عملية لإعادة إعمار سوريا قبل انطلاق عملية تسوية سياسية في البلاد بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وقال الممثل السياسي للخارجية الأوروبية “جوزيف بوريل” إن الاتحاد الأوروبي لن يرفع العقـ.ـوبات عن نظام الأسد إلا في حال أحدث الأخير تغييرات جذرية في سلوكه.

وشدد على أن دول الاتحاد الأوروبي مصممة على قرارها أنه يتوجب على النظام السوري أن يبدي التزامه الجدي والحقيقي حول المشاركة في عملية التسوية السياسية في سوريا بموجب القرارات الدولية.

وأشار أن العــقـ.ـوبات ستبقى مفروضة على نظام الأسد، موضحاً أنها تعد جزء أصيل لا يتجزأ من منهج الدول الأوروبية في التعامل مع ملف الأوضاع في سوريا.

ولفت في لقاء صحفي مع صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن هدف الاتحاد الأوروبي من اتخاذ تلك الإجراءات هو الضغط على نظام الأسد حتى يتوقف عن ممارساته القمـ.ـعية ضد أبناء الشعب السوري.

وأضاف: “ستستمر دول الاتحاد بممارسة الضغط على النظام السوري حتى يقبل بالتفاوض بشأن تسوية سلمية دائمة للقضية السورية”، مشدداً أن ذلك يجب أن يتم تحت مظلة الأمم المتحدة ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وحول مشاركة دول الاتحاد الأوروبي في تمويل عملية إعادة إعمار سوريا، أكد “بوريل” أن موقف الدول الأوروبية لا يزال واضحاً بهذا الخصوص، مشيراً أن الأوروبيين مستعدون لتقديم الدعم لمستقبل الشعب السوري ومساعدة السوريين في عملية إعادة إعمار بلادهم.

وأوضح “بوريل” أنه يوجد عدة معايير وشروط قبل انخراط دول الاتحاد الأوروبي في تمويل عملية إعادة الإعمار، مؤكداً أن الأوروبيين سيشاركون فقط في حالة واحدة، ألا وهي حدوث انتقال سياسي حقيقي وثابت في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة.

وشدد أنه في حال لم تحدث عملية تسوية سياسية حقيقية للملف السوري، فإن كل الجهود المبذولة من أجل مشاركة دول الاتحاد الأوروبي في عملية إعادة الإعمار ستذهب أدراج الرياح، موضحاً أن تمويل إعادة الإعمار يستلزم وجود حد أدنى من شروط الاستقرار في البلاد.

وأشار إلى عدم توفر الشروط والمعايير اللازمة في المرحلة الراهنة في سوريا، حيث لا يوجد هناك حكومة أو مساءلة عامة أو تمثيل في السلطات التي تحكم البلاد، على حد تعبيره.

وأكد أن عملية إعادة الإعمار لا تقتصر على إعادة بناء البنية التحتية والإسكان في سوريا، بل تتعلق بشكل مباشر بالقدرة على استعادة النسيج الاجتماعي داخل البلاد، وعودة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري.

ونوه أن من شروط الاتحاد الأوروبي للمشاركة في تمويل عملية إعادة الإعمار في سوريا، هو تهيئة الظروف والأجواء اللازمة من كافة النواحي من أجل ضمان عدم تكرار أعمال العنـ.ـف، موضحاً أن ذلك يتم عبر الاستجابة لمطالب الشعب السوري بالدرجة الأولى.

واسترسل قائلاً: “الشعب السوري يستحق أن يعيش في بلد آمن، وأن يشعر أنه محمي من قبل طرف محايد تحت سيادة القانون، بما يضمن له الكرامة والإنسانية، وفق وصفه.

اقرأ أيضاً: “ترك القرداحة وعنده عقدة الزعامة ومازال يحكم لبنان من قبره”.. دراسة تحليلية لشخصية حافظ الأسد..!

أما بالنسبة لموقف دول الاتحاد الأوروبي من إجراء انتخابات 2021 الرئاسية في سوريا، وفقاً للدستور الذي أقره نظام الأسد في عام 2012، فأوضح “بوريل” أن الانتخابات السورية ذات المغزى، لا يمكن أن تتم إلى وفق دستور سوري جديد يرتكز على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأردف: “إن أي انتخابات تجري في سوريا وفق القرارات الأممية، ستكون بمثابة الفصل الذي سيفتح آفاقاً جديدة بالنسبة لسوريا وأبناء الشعب السوري”.

وبشأن موقف الدول الأوروبية من إجراء انتخابات رئاسية في سوريا سنة 2021 وترشح “بشار الأسد” ، طالب “بوريل” النظام السوري أن يظهر الالتزام التام بالانفتاح السياسي الجدي والحقيقي عبر التأكد من فسح  المجال لجميع فئات الشعب السوري لتعبر عن رأيها عبر صناديق الاقتراع.

وأضاف: “على النظام السوري أن يتيح الانتخابات لجميع السوريين حتى أولئك المتواجدين خارج الأراضي السورية، مشدداً أن الانتخابات يجب أن تتسم بالنزاهة والحرية المطلوبة”، على حد تعبيره.

وأكد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا لا يمكن أن تتم بمعزل عن مشاركة نظام الأسد في عملية التسوية السياسية في البلاد عبر تنفيذ القرارات الدولية تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: تمزيق صورة بشار الأسد في درعا.. وبوادر مجاعة في اللاذقية.. هل حان موعد سقوط النظام..؟

وهناك مساعي وجهود يبذلها نظام الأسد من أجل تمرير إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، وفقاً للدستور الذي فصله النظام على مقاسه سنة 2012، حيث يسعى أن يكون رأس النظام السوري الحالي “بشار الأسد” المرشح الأقوى وربما الوحيد للفوز في الانتخابات.

بينما لا تعترف المعارضة السورية مطلقاً بشرعية إجراء أي انتخابات رئاسية في سوريا، وذلك لعدم اعترافها بالدستور الحالي، إلى جانب انتظار ما ستؤول إليه أعمال اللجنة الدستورية السورية التي من المفترض أن تعمل على ترتيب وتنسيق عملية إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.

وقد اعتبر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري”، خلال لقاء صحفي مع صحيفة “الشرق الأوسط” في وقت سابق، أن نظام الأسد وفي حال أجرى انتخابات رئاسية في العام الجاري أو العام المقبل، فإنه لن يحظى بأي مصداقية وتأييد دولي مطلقاً.

وأضاف حينها: “أن نتائج الانتخابات ستقابل برفض تام من قبل المجتمع الدولي عموماً، في حال لم تجري تلك الانتخابات تحت مظلة الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

اقرأ أيضاً: “تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد”.. اجتماع بين مسؤولين أتراك ورياض حجاب في أنقرة.. هذه تفاصيله..!

وأوضح “جيفري” أن المجتمع الدولي يبذل جهوداً حثيثة من أجل إجراء انتخابات رئاسية في سوريا برعاية أممية، مؤكداً أن هذا هو الطريق الوحيد لتنال الانتخابات قبولاً دولياً، مشيراً أن بلاده تؤيد هذا المسار وتدعمه بكافة الوسائل المتاحة.

هذا ومن المقرر أن تجري اجتماعات جديدة للجنة الدستورية السورية بين ممثلين عن نظام الأسد والمعارضة خلال شهر أغسطس/ آب القادم، بعد أن يتم الاتفاق على جدول أعمال الاجتماعات، وذلك بحسب ما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” في مؤتمر “بروكسل” صباح اليوم.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: