العملة السورية تباع على البسطات.. نهاية السوق السوداء أم بداية لتغيير قواعد اللعبة الاقتصادية؟
العملة السورية تباع على البسطات.. نهاية السوق السوداء أم بداية لتغيير قواعد اللعبة الاقتصادية؟
طيف بوست – فريق التحرير
يؤكد أهالي معظم المحافظات والمدن في سوريا خلال الفترة الحالية أن العنوان الأبرز بالنسبة لواقع العملة السورية حالياً هو أن أصبحت تباع على البسطات حالها حال أي نوع آخر من أنواع السلع والمواد والبضائع في مشهد غريب لم يكن مألوف لدى السوريين طيلة السنوات الماضية.
وبحسب تقارير محلية، فإن عبارة “صراف عملة” باتت منتشرة في كل مكان وفي كل شارع، لاسيما في الأسواق الرئيسية في مراكز المدن، وذلك وسط تحذيرات من تأثيرات هذه الظاهرة الجديدة على سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.
وأشار خبراء في مجال الاقتصاد أن انتشار صرافي العملة على أروقة الطرقات وفي كل مكان داخل الأسواق يعني نهاية السوق السوداء وبداية لتغيير قواعد اللعبة الاقتصادية في البلاد.
ونوهوا إلى أن القواعد الجديدة التي تتحكم في سوق صرف الدولار في سوريا اليوم ربما يكون تأثيرها أشد وقعاً على مستقبل قيمة الليرة السورية، مطالبين بوضع ضوابط لتنظيم مسألة تصريف العملات في البلاد بموجب تراخيص رسمية تمنح لمكاتب محدد بعد أن تستوفي شروطاً يحددها مصرف سوريا المركزي من أجل ضبط حركة الأموال في السوق.
ولفت الخبراء أن مصرف سوريا المركزي في حال أراد أن يمسك بزمام الأمور وأن يبقى المتحكم الأول بسعر الصرف عليه أن يجداً حلاً سريعاً يوقف ظاهرة بيع العملة السورية على البسطات، لاسيما أن انتشار هذه الظاهرة يعني زيادة المضاربات على سعر الصرف ويتسبب بخسائر للخزينة العامة وللكثير من السوريين مقابل تحقيق بعض الأشخاص ربحاً وفيراً خلال مدة زمنية قصيرة.
وأكد الخبراء والمحللون على أن انتشار بيع العملة السورية على البسطات بهذه الطريقة يعتبر عاملاً نفسياً يؤثر بشكل سلبي على قيمة الليرة السورية وثقة السوريين بعملتهم، كما أنه يعطي شعوراً بأن العملة التي تباع على بسطة ليست ذات قيمة، لاسيما أنه لا توجد أي معايير تحدد عمل صرافي العملة المنتشرين في كل مكان.
ومن جهة أخرى يرى بعض الخبراء والمحللين أن انتشار الصرافين بهذه الطريقة وبيع العملة السورية على البسطات تعتبر أمراً طبيعياً بعد الانفتاح الذي شهدته سوريا بعد أن كانت سوق مغلق لعقود من الزمن.
ويشير أصحاب الرأي الثاني إلى أن انتشار هذه الظاهرة قد غير قواعد اللعبة الاقتصادية في سوريا، فبدل أن تكون المضاربة بيد مكاتب الصرافة بات أي شخص سوري قادر على المضاربة وكسب الأموال والتجارة في مجال العملة.
اقرأ أيضاً: خبير اقتصادي يقدم رؤية قاتمة حول مستقبل الاقتصاد السوري ويحذر من انهيار وشيك كامل ويشير إلى الحل
ولفتوا إلى أن بيع العملة السورية على البسطات في الشوارع له تأثيرات نفسية أكثر من كونها تأثيرات واقعية على قيمة الليرة السورية، لاسيما أن الناس يسعون إلى تحقيق دخل مادي إضافي في سوريا في ظل تدني مستوى الرواتب والأجور بشكل كبير.
وختم أصحاب الرأي الثاني حديثهم منوهين إلى أنه رغم بعض السلبيات، إلا أن من بين أهم الإيجابيات لانتشار الصرافين في الشوارع هي توفير الدولار والقطع الأجنبي للسوريين وعدم احتكارها من قبل جهة واحدة، فضلاً أن ذلك يوفر سوقاً خاضعة للعرض والطلب بشكل علني، الأمر الذي يعني نهاية السوق السوداء واستبدالها رسمياً باسم “السوق الموازية”.