خلف الكواليس.. اتفاق سري بين روسيا وإيران لتنسيق الموقف الميداني في سوريا
كشفت تقارير أمنية عن الحديث الذي دار بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ورأس النظام السوري “بشار الأسد” قبل أيام، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما.
وأشارت التقارير إلى وجود مفاوضات وصلت لمراحل متقدمة بين روسيا وإيران بشأن تنسيق العمليات العسكرية على الأراضي السورية.
وأوضحت التقارير أن موسكو أجرت مباحثات سرية خلال الفترة الماضية مع مجموعة من الضباط في الحرس الثوري الإيراني وبعض القيادات التابعين لحزب الله اللبناني.
وأضافت أن اتفاقاً سرياً جرى التوقيع عليه بين موسكو وطهران بخصوص تنسيق الموقف الميداني في سوريا، وزيادة دور المجموعات التابعة لإيران وفسح المجال أمامها بشكل أكبر في الشمال السوري.
كما تم الاتفاق على أن روسيا ستشرف على القيادة العسكرية في سوريا، وإدارة العمليات على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك محافظة إدلب، ومراقبة مدى التزام الأطراف بالتهدئة المعلنة هناك، بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الرئيسين الروسي والتركي في الخامس من شهر آذار/ مارس الجاري.
اقرأ أيضاً: شويغو حمل رسالة حازمة من الكرملين للأسد.. وروسيا قد تسحب قواتها من سوريا في حال توسع انتشار فيروس كورونا
ولفتت التقارير الأمنية أن بنود الاتفاق الغير معلن بين روسيا وإيران يتضمن أن تقوم طهران بتجميع عناصر الجماعات التابعة لها في محافظة حلب شمال سوريا.
وذكرت أن من ضمن البنود أيضاً، نقل مركز قيادة الحرس الثوري في سوريا من “البيت الزجاجي” في دمشق إلى “أكاديمية الأسد” في حلب.
كما تضمنت البنود، وضع المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان تحت سيطرة حزب الله اللبناني، على أن يشرف الحزب على قيادة 13 جماعة عراقية تساند قوات نظام الأسد على الأراضي السورية.
وشمل الاتفاق بنداً يلزم قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بتعليق كافة الأعمال العسكرية جنوب سوريا، وقرب الحدود الأردنية، وحدود سوريا مع الجولان المحتل، بلإضافة للعمل على تهدئة الأوضاع في محافظة السويداء.
وبحسب المصادر، فإن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” كان قد أطلع رأس النظام السوري “بشار الأسد” على بنود الاتفاق السري خلال اتصال هاتفي جرى بينهما قبل عدة أيام، كما تحدث “بوتين” عن آخر المستجدات في الشمال السوري، وآلية تنفيذ اتفاق الهدنة في محافظة إدلب.
اقرأ أيضاً: روسيا: لا يوجد عمل عسكري على إدلب وتركيا تعهدت بحماية الطريق الدولي “M4”
والجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية “ديمتري بيسكوف” كان قد أكد في تصريحات صحفية قبل عدة أيام أن الوضع في إدلب يبدو مستقراً، مؤكداً عدم وجود نية لدى بلاده باستئناف العمليات العسكرية في المنطقة.
في حين كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير نشرته اليوم، أن روسيا بدأت ترتيب الأوضاع الميدانية في سوريا من أجل سحب جزء من قواتها من هناك، وذلك بسبب تداعيات انتشار “فيروس كورونا”.
وأشارت إلى أن زيارة وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” الأخيرة إلى دمشق كانت بهدف التنسيق مع نظام الأسد وإيران من أجل ضمان أن لا تنزلق الأوضاع الميدانية في سوريا نحو الأسوأ في حال انسحاب القوات الروسية من الأراضي السورية.