أخر الأخبار

اقتصاد الظل يهيمن على الاقتصاد السوري ويمهد لانهيار كبير قادم بقيمة الليرة السورية

اقتصاد الظل يهيمن على الاقتصاد السوري ويمهد لانهيار كبير قادم بقيمة الليرة السورية

طيف بوست – فريق التحرير

أشارت مصادر اقتصادية محلية مطلعة على الواقع الاقتصادي في البلاد على أن عدم انعكاس تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات العربية والأجنبية على أسعار المواد والسلع في الأسواق المحلية يعود لهيمنة اقتصاد الظل على الاقتصاد السوري.

وأوضحت المصادر أن اقتصاد الظل يؤثر بشكل مباشر على سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، حيث أنه يمنع استمرار تحسن قيمة الليرة ويمهد لانهيار كبير قادم في سعر الصرف.

وبينت أن اقتصاد الظل في سوريا يتمثل بسيطرة مجموعة من رجال الأعمال السوريين النافذين على مفاصل الاقتصاد، حيث لا يمكن للجنة الاقتصادي في البلاد اتخاذ أي قرارات دون الموافقة عليها من قبل تلك المجموعة.

ونوهت إلى أن هذه الفئة النافذة لا تفكر سوى بالنجاة الفردية، حيث يبحثون عن أي فرص استثمارية من الممكن أن يحققوا من خلالها أرباحاً إضافية تنمي ثرواتهم الهائلة، حيث لا يعيرون أي اهتمام للسوريين وما يمرون به من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.

ولفتت المصادر أن فئة كبيرة من السوريين يساهمون في اقتصاد الظل ويعملون معه دون أن يعلموا بذلك، لاسيما العاملين في القطاع العام الذي باتوا مضطرين للقيام بأنشطة غير مصرح بها أثناء عملهم من أجل تحقيق مكاسب مالية تجعلهم قادرين على مواجهة صعوبات الحياة.

وأضافت المصادر أن التجاوزات التي يرتكبها معظم العاملين في القطاع العام من أجل تحقيق دخل إضافي تندرج صمن إطار اقتصاد الظل، حيث ينفذ هؤلاء العاملين أجندات كبار رجال الأعمال المتحكمين بالاقتصاد السوري دون علم منهم.

وأفادت المصادر أن اقتصاد الظل يكبر بشكل مستمر في سوريا وبات يؤثر بشكل مباشر على حياة السوريين ومعيشتهم وسط توقعات باستمرار تورمه وتحوله إلى مشكلة مزمنة ستلقي بظلالها السلبية على سعر صرف الليرة السورية والاقتصاد السوري بشكل عام خلال الفترة المقبلة.

وبالنسبة لاستمرار اقتصاد الظل في النمو في سوريا، أشارت المصادر إلى أن البيئة الاقتصادية في البلاد مناسبة لهذا النوع من النشاط.

اقرأ أيضاً: إصدار أوراق نقدية جديدة في سوريا محصور بفئات عالية القيمة.. هل بات طرح فئة 25 ألف ليرة سورية قريباً؟

وذكرت المصادر أن أكثر مظاهر انتشار اقتصاد الظل في سوريا هو عدم وجود آلية محددة تجبر كبار رجال الأعمال على دفع الضرائب والقيام بواجبات مالية معينة كما هو الحال في معظم الدول المتقدمة حول العالم.

وختمت المصادر حديثها مشيرة إلى أن اقتصاد الظل سيواصل الانتشار بشكل كبير في المرحلة المقبلة في سوريا، لاسيما وسط استمرار وجود حالة عجز في الموازنة المالية العامة في البلاد، مما يؤدي إلى سوء وضع الخدمات واستمرار انخفاض معدلات الرواتب والأجور، الأمر الذي يعتبر أفضل بيئة لنمو اقتصاد الظل.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: