أخر الأخبار

بعد الإجماع الدولي على الحل السياسي.. خياران أمام بشار الأسد في سوريا

نشرت صحيفة “المدن” اللبنانية مقالاً للكاتب “مهند الحاج علي” سلط من خلاله الضوء على الخيارات المتاحة أمام رأس النظام السوري “بشار الأسد” في ظل الحديث عن إمكانية حدوث تغيرات جذرية على النظام السياسي في سوريا.

واستهل الكاتب اللبناني مقاله بالحديث عن الحملة الإعلامية الروسية ضد نظام الأسد وأركانه، كذلك أشار إلى نشر موقع “بلومبيرغ” المالي تصريحات واضحة نقلاً عن خبراء روس سابقين تحدثوا خلالها عن الواقع السياسي القائم في سوريا.

وأوضح أن الدبلوماسي الروسي السابق والخبير الحالي في شؤون المنطقة “ألكساندر شوميلين” قد أدلى بتصريحات لـ “بلومبيرغ” قال فيها: “إن روسيا تريد التخلص من الصداع السوري، وأن المشكلة هناك تتلخص في شخص بشار الأسد والمقربين منه”.

ولفت أن حديث “شوميلين” جاء في سياق الكلام حول المحنة الاقتصادية التي تعاني منها روسيا بعد انخفاض أسعار النفط، وتأثر موسكو بالعقــ.ـوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة عليها، فضلاً عن توسع انتشار فيروس كورونا المستجد في روسيا.

ورأى الكاتب أن روسيا لا تملك الآن سوى التعامل بجدية مع نظام الأسد الذي أصبح يشكل عبئاً على الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، حيث لم يعد بمقدور موسكو تحمل مراوغات وألاعيب النظام السوري، ومحاولاته في التوفيق بين المصالح الإيرانية والروسية في سوريا.

واعتبر أن على “بشار الأسد” أن يقدم تنازلات داخلية وإقليمية من أجل عملية التسوية السياسية، موضحاً أنه في حال رفض الأسد قبول التعديلات الدستورية الجديدة فإن نظامه سيكون في خـ.ـطر كبير، على حد تعبيره.

ولفت الكاتب إلى أن الأسد مطالب بتنازلات دستورية عن بعض السلطات والصلاحيات التي يملكها، كذلك عليه أن يستعد للانتخابات المقبلة التي قد لا يكسبها وسط وجود مرشحين آخرين، في حال أجريت الانتخابات تحت إشراف أممي.

وأضاف “بشار الأسد” ووالده اعتادا على عدم وجود منافسين لهم على كرسي الرئاسة في سوريا، حيث كانا يحصدان نسبة 99 بالمائة من أصوات الناخبين، لافتاً أن مثل هذه النسبة غير ممكنة من الناحية العلمية في أي عملية تصويت.

وأشار إلى أن إجراء أي انتخابات رئاسية في سوريا وفق أسس جديدة وتحت إشراف دولي، سيكون من الصعب تخيل أن يصل فيها “بشار الأسد” إلى سدة الحكم في سوريا مجدداً.

وأردف: “عدم فوز الأسد في أي انتخابات قادمة سيعتبر بحد ذاته سابقة تاريخية لعائلة استوطنت قصر المهاجرين بالقوة والوراثة على مدار 50 عاماً دون أي تفويض يذكر من أبناء الشعب السوري سوى عبر سياسات الترهـ.ـيب”.

اقرأ أيضاً: كيف تحولت أسماء الأسد من “زهرة الصحراء” إلى “سيدة الحديد” في سوريا

وأوضح الكاتب أن قبول الأسد بخيارات التنازل إما عن بعض الصلاحيات أو إجراء تعديلات دستورية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدور الذي تلعبه كل من روسيا وإيران في سوريا، خاصة في ظل وجود إجماع دولي على الحل السياسي في سوريا أكثر من أي وقت مضى.

ورأى أنه في ظل وجود خيارين فقط أمام بشار الأسد لا ثالث لهما في سوريا، يبرز الدور الروسي، حيث باتت روسيا عرابة لبعض تشكيلات قوات الأسد وأجهزة الأمن السورية، بالإضافة إلى امتلاكها شبكة سياسية وثقافية لها وزنها في البلاد، ويضاف إلى ذلك القدرات الاقتصادية التي تتمتع بها موسكو التي باتت تشكل عصباً رئيساً بالنسبة لسوريا.

ولفت الكاتب إلى محاولات إيران من أجل الحفاظ على مصالح في سوريا لن تجدي نفعاً، خاصةً في ظل علاقاتها المتوترة مع الإسرائيليين من جهة، وتضارب مصالحها مع الروس من ناحية أخرى.

واعتبر أن ذلك من شأنه أن يعجل في عملية التسوية السياسية أو عقد اتفاق بين الأسد وروسيا على إجراء تعديلات دستورية من الممكن أن تضع سوريا على سكة التفلت من النفوذ الإيراني.

وأشار إلى أن أهم ما في الموضوع، هو أن مثل هذه العملية ستعيد الأسد إلى حجمه، ولن يتمكن من أن يخرج معلناً النصر، بل على العكس تماماً، حيث سيدفعه من يؤمن شرايين الحياة لنظامه إلى مواضع فيها الكثير من الإذلال، مشيراً إلى البرتوكول الذي رأيناه في قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية وفي سفارة روسيا بدمشق.

اقرأ أيضاً: الغارديان: كورونا منح بشار الأسد فرصة جديدة للطغيان في سوريا..!

وختم الكاتب مقاله بتوقع أن لا يكون المسار الذي تحدث عنه بطيئاً، موضحاً أن انتشار فيروس كورونا المستجد لم يخلق مسارات اقتصادية وسياسية جديدة، لكنه ساهم بتعجيل العمليات والمسارات القائمة بالفعل.

وأكد على أن منافسة روسيا وإيران على النفوذ في سوريا أمر واقع عمره سنوات، مشيراً إلى وصول التنافس فيما بينهما إلى وقت الحسم في الآونة الأخيرة.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: