من ملك سوق الصرف في سوريا حالياً.. مصرف سورية المركزي أم الصرافين؟

من ملك سوق الصرف في سوريا حالياً.. مصرف سورية المركزي أم الصرافين؟
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر اقتصادية محلية عن تفاصيل جديدة حول المتحكم بسعر الصرف في الأسواق السورية حالياً، وذلك في ظل تقلبات كبيرة يشهدها سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
وأشارت المصادر إلى أن ملك سوق الصرف في سوريا حالياً هم الصرافين وليس مصرف سورية المركزي، حيث أنهم قادرين على إحداث تقلب بسعر صرف الدولار أسرع بكثير من قدرة المصرف المركزي.
وأوضحت أن مصرف سورية المركزي لديه طريقة واحدة فقط وهي تجفيف السيولة بالليرة السورية من خلال تجميد الحسابات والأرصدة، أما الصرافين لديهم طريقتين يكون تأثيرهم مضاعف وظهور النتيجة أسرع بالسوق.
وأضافت أن الطريقة الأولى شراء الدولار، مما يؤدي لتراجع كمية الدولار مقابل زيادة كمية الليرة، والطريقة الثانية بيع الدولار، مما يؤدي لزيادة كمية الدولار مقابل تراجع كمية الليرة.
ونوهت المصادر إلى أن نهج تجفيف السيولة النقدية من الليرة السورية كان أحد أهم الأسباب التي ساهمت في إفساح المجال أمام الصرافين لاستلام زمام المبادرة والتحكم بسعر الصرف.
وضمن هذا السياق، نشر الخبير الاقتصادي “جورج خزام” منشوراً تساءل في بدايته عن الفرق بين تجفيف السيولة من الليرة السورية وبين سحب فائض السيولة من الليرة السورية.
وأشار إلى أن تعريف التضخم النقدي هو كمية كبيرة من الأموال بالليرة السورية تطارد كمية قليلة من البضائع والدولار بالأسواق المعروضة للبيع مما يؤدي إلى ارتفاع سعر البضائع والدولار معاً.
وعليه تكون مكافحة التضخم النقدي عبر إما زيادة الإنتاج من أجل زيادة كمية البضائع الوطنية المعروضة للبيع بالمقارنة بكمية الأموال المتداولة بالسوق بالليرة السورية أو سحب جزء من الأموال المتداولة بالسوق بالليرة السورية (سحب فائض السيولة) حتى تتساوى مع كمية البضائع الوطنية المعروضة للبيع وليس من البضائع المستوردة.
وأرجع ذلك لأنها فقط استبدال للدولار بالمستوردات وفي حال سحب كمية كبيرة من الليرة السورية تؤدي لاختلال التوازن مع كمية البضائع المعروضة للبيع، وهنا تصبح كمية الأموال بالليرة السورية أقل بكثير من كمية البضائع المعروضة للبيع ونكون أمام حالة (تجفيف السيولة ) التي وقع بها الاقتصاد السوري.
اقرأ أيضاً: كميات كبيرة من العملة السورية وصلت إلى دمشق على متن طائرات روسية.. قواعد اللعبة تغيرت!
وحول النتائج الكارثية المتوقعة لتجفيف السيولة على الاقتصاد السوري، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن النتائج تتمثل بانخفاض وهمي غير حقيقي لسعر صرف الدولار وإنهاء الصناعة المحلية وانهيار الإنتاج.
ومن النتائج أيضاً بحسب الخبير تراجع كبير جداً بالطلب والاستهلاك وزيادة البطالة والكساد ومعه تهيئة الظروف للدخول بالركود التضخمي المتسارع بالأسواق وزيادة المستوردات وتراجع الصادرات.