أخر الأخبار

التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية المتواصل يجبر السوريين على “الدولرة” وتجاهل القبضة الأمنية!

التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية المتواصل يجبر السوريين على “الدولرة” وتجاهل القبضة الأمنية!

طيف بوست – فريق التحرير

تشهد الليرة السورية انخفاضاً مستمراً بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، وقد تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء خلال الساعات القليلة الماضية في بعض المدن والمحافظات في البلاد عتبة الـ 5800 ليرة سورية لكل دولار.

وفقدت الليرة السورية في الآونة الأخيرة جزءاً كبيراً من قيمتها وقدرتها الشرائية، الأمر الذي جعل المواطنين السوريين مجبرين على تحويل أموالهم إلى الدولار، وذلك بالرغم من القبضة الأمنية المفروضة والعقوبات على المتعاملين بغير الليرة السورية.

وبحسب مصادر محلية فإن انخفاض الليرة السورية المتواصل جعل التعامل بها مربكاً إلى حد كبير في مختلف القطاعات في البلاد، وحتى عندما يتعلق الأمر بشراء بعض السلع التي يصل سعرها إلى نحو 3 ملايين ليرة سورية، وذلك نظراً لصعوبة تأمين المبلغ، بالإضافة إلى صعوبة حمله وعدّه كذلك الأمر.

في حين يشير خبراء في مجال الاقتصاد إلى أن توجه السوريين نحو “الدولرة” يأتي بحكم الأمر الواقع، حيث تشهد الليرة السورية انخفاضات متتالية بقيمها بشكل متواصل، وهذا الأمر يسبب خسائر كبيرة للمواطنين في حال لم يتداركوا الموقف عبر تحويل مدخراتهم إلى دولار أو ذهب، وبالتالي حماية أموالهم من أن تفقد قيمتها مع مرور الوقت.

كذلك أكد محللون على أن من أهم أسباب التوجه إلى “الدولرة” في سوريا حالياً، هو استمرار تضخم المبالغ المتوجب دفعها أو تحصيلها بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، تزامناً مع معاناة الأسواق من نقص في السيولة النقدية بسبب الضوابط التي فرضتها البنوك السورية مؤخراً عبر وضع سقوف محددة للسحوبات والتحويلات الداخلية.

ويوضح المحللون أن الكثير من أصحاب رؤوس الأموال والتجار ورجال الأعمال اتجهوا في الآونة الأخيرة إلى عقد صفقات بالدولار الأمريكي من أجل الحفاظ على أموالهم من فقدان القيمة، مشيرة إلى أن التجار الذين لم يقوموا “بدولرة” أموالهم إما أعلنوا إغلاق مشاريعهم وإما قرروا مغادرة البلاد لفتح استثمارات في الخارج.

وكشف الخبراء أن التعامل بالدولار أو التسعير به على أقل تقدير بات أمراً واقعاً اليوم في سوريا لا يمكن إنكاره حتى من قبل حكـ.ـومة البلاد.

وحول الطريقة التي يقوم بها السوريون بـ”الدولرة” أو تحويل أموالهم بالعملة السورية إلى دولار، تشير مصادر محلية إلى أن معظم المواطنين السوريين يلجأون إلى تأمين الدولار بحذر شديد من السوق السوداء، لاسيما التجار الذي يسعرون بضائهم بالدولار نظراً لحصولهم عليه بالسعر المتداول في السوق الموازي وليس بالسعر الوارد  في النشرات الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي.

وبينت المصادر أن الدولار أصبح موجوداً في مختلف المحال التجارية والقطاعات في الأسواق السورية، مؤكدة أن أغلب نقاط البيع باتت تعمل كمال صرافة، ولكن مع توخي الحذر وضمن نطاق محدود، وبالأخص مع الزبائن القادمين من خارج سوريا أو من المحافظات الواقعة في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد التي تعتبر من أكثر المناطق حالياً في سوريا بالنسبة لتوفر الدولار الأمريكي فيها.

اقرأ أيضاً: الليرة السورية تتهاوى بشكل دراماتيكي ومتسارع أمام الدولار مع افتتاح تداولات اليوم!

تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل اليوم صباحاً في المناطق الشرقية إلى مستويات أعلى من عتبة الـ 5800 ليرة سورية لكل دولار واحد.

بينما وصل سعر الصرف في الأسواق الرئيسية مع افتتاح نشرة التعاملات صباح اليوم إلى مستويات تخطت حدود الـ 5420 ليرة سورية للدولار الواحد.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: