لماذا لا تختلط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادئ؟
لماذا لا تختلط مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ ..؟
طيف بوست – فريق التحرير
ربما صادفكم هذا السؤال سابقاً أو من الممكن أن يصادفكم حول حقيقة عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي “الأطلنطي” مع مياه المحيط الهادئ.
وللإجابة عن هذا السؤال بدقة يحتاج الموضوع إلى بحث وتدقيق، وذلك نظراً لتنوع الإجابات التي قد تصادفكم عند البحث على شبكة الانترنت، لذا سنقدم لكم في السطور القادمة معلومات مفصلة حول هذا الموضوع.
في البداية لابد من الحديث عن بعض الإجابات الخاطئة التي قد تجدونها في بعض المنتديات أو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينفي العديد من الناس عدم اختلاط مياه المحيطين، ويدعون أن الصور المتداولة ما هي إلا مؤثرات بصرية أو عبارة عن مشاهد لالتقاء أحد الأنهار مع مياه البحر، ونظراً لأن المياه العذبة لا تمتزج بالمياه المالحة ظهرت تلك الحدود.
لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث تشير المعلومات التي نشرتها عدة مراكز أبحاث إلى أن أول شخص شاهد عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادئ هو المستكشف المعروف “جاك كوستو”، حين كان يغوص في الأعماق قرب مضيق جبل طارق.
وقد شاهد “كوستو” طبقات المياه ذات الملوحة المختلفة، حيث بدت عليه وكأنها مقسمة بشفافية، إذ يقول أن كل طبقة كانت تتمتع بخصائص مختلفة عن الأخرى من ناحية النباتات التي تنمو فيها، والحيوانات التي تعيش ضمنها.
وبحسب الدراسات فإن التمييز بين مياه المحيط الأطلسي ومياه المحيط الهادئ عند نقطة التقائهما تكون عبر ملاحظة اختلاف لونيهما.
وتوضح أن المياه ليست متشابهة في كل الأجسام المائية، لافتة أن لكل مياه أو مسطح مائي خصائص تختلف عن المسطحات المائية الأخرى في عدة عوامل، منها الكثافة ودرجة الملوحة والتركيب الكيميائي.
وتشير إلى أن العوامل آنفة الذكر تسبب اختلافاً في لون مياه المحيطين الأطلسي والهادئ، مما يجعلنا نشعر بوجود جدار غير مرئي يفصل بينهما.
وحول إمكانية وجود جدار بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ ، تؤكد الدراسات وجود حـ.ـاجز غير مرئي بينهما يسمى “كلين”، وهو حـ.ــاجز لا يمكن رؤيته ويفصل بين المجسمات المائية التي لها خصائص فيزيائية وبيولوجية مختلفة.
ومما سبق نستنتج أن الخط الفاصل لا يقتصر وجوده فقط بين مياه المحيط الأطلسي ومياه المحيط الهادئ، إنما هذا الخط من الممكن ملاحظة فصله بين أي مجسمين مائيين تختلف فيهما الخواص الفيزيائية.
ووفقاً للدراسات، فإن هذا المشهد الرائع يظهر عندما تكون المياه في المحيط أو البحر أكثر ملوحة بخمس مرات على الأقل من المحيط أو البحر الذي يجاوره.
اقرأ أيضاً: عام 2021 سيشهد عشرات الظواهر الفلكية الفريدة.. إليكم أبرزها
أما بما يخص عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادئ، فتوجد أسباب إضافية أدت إلى عدم اختلاطهما، مثل اختلاف قوة التـ.ـوتر السطحي بين مياه المحيطين.
ويضاف إلى ذلك أن قوة التـ.ـوتر تلك تؤدي إلى تماسك جزيئات المادة مع بعضها البعض، وباختلاف شدتها بين مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ تحول دون اختلاطهما.
كما أن الخطوط الحرارية التي تتشكل بين سطوح المياه ذات درجات الحرارة المختلفة والخطوط الكيميائية التي تنتج عن التركيب الكيميائي المختلف للماء، قد شكل خطاً فاصلاً يمنـ.ـع امتزاج مياه المحيطين مع بعضهما البعض.
في الختام، نُذكر أن هناك أمثلة أخرى عن بحار ومحيطات تتلاقى مياهها ولا تختلط، مثل التقاء بحر الشمال وبحر البلطيق، والتقاء مياه البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي، وكذلك التقاء مياه البحر الكاريبي بمياه المحيط الأطلسي.