أخر الأخبار

التقشف يطال “الموتى” في سوريا مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد!

التقشف يطال “الموتى” في سوريا مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد!

طيف بوست – فريق التحرير

امتد تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا ليطال حتى “الموتى”، حيث كان لهم نصيب من الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار مختلف المواد والسلع الأساسية في البلاد، إذ لم يسلموا من موجة غلاء الأسعار حتى بعد مفارقتهم الحياة.

وتؤكد مصادر محلية أنه وبالرغم من ارتفاع أعداد “الموتى” في سوريا إلا أن حرفة صناعة شواهد القبـ.ـور قد تراجعت بشكل كبير، وذلك نظراً للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر فيها البلاد.

ونقل موقع “هاشتاغ سوريا” المحلي عن أحد العاملين في هذه الحرفة تأكيده أن معظم العائلات السورية أصبحت تفضل عدم إنفاق مبالغ مالية لوضع شواهد على قبـ.ـور ذويهم ويتجهون نحو توفير المبالغ لتلبية احتياجاتهم الضرورية في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا بشكل غير مسبوق.

وأشار الحرفي المختص بالنحت على شواهد القبـ.ـور “تمام تقي” في حديث للموقع أن الكثير من الناس في سوريا باتوا يعتمدون على حلول بديلة لدفـ.ـن مـ.ـوتـاهم، مثل الذهاب إلى أحد معامل السراميك وشراء قطعة صغيرة، وأخذها إلى أحد النحاتين ليتم نحت المعلومات المطلوبة بتكاليف قليلة جداً.

ونوه “تقي” إلى أنه وعلى الرغم من ان أعداد “الموتى” في السابق كان أقل بكثير مقارنةً مع الفترة الحالية إلا أن العمل كان أفضل بأضعاف مضاعفة.

وأرجع سبب ذلك إلى الارتفاع القياسي الذي سجلته أسعار الرخام في البلاد، مشيراً إلى أن تكاليف النحت لم ترتفع كثيراً عن السابق.

وبحسب الحرفي، فقد ارتفع سعر الشاهدة المخـ.ـططة والجاهزة التي لا يتعدى ارتفاعها متراً واحداً من الـ 1500 ليرة سورية إلى أكثر من 200 ألف ليرة سورية.

ولفت إلى أن سعر الرخامة (أصغر قياس) ارتفع من نحو 800 ليرة سورية إلى حوالي الـ 100 ألف ليرة سورية.

وأوضح الحرفي أن ظاهرة القـ.ـبور المزينة بالرخام تكاد تكون اندثرت، ولا نراها في الوقت الحالي إلا نادراً، مشيراً إلى أن هذا النوع من القبـ.ـور قد ارتفعت تكلفته من نحو 300 ألف ليرة سورية إلى حوالي الـ 10 ملايين ليرة سورية.

كما بيّن “تقي” في ختام حديثه للموقع أن عدد العاملين في حرفة صناعة شواهد القبـ.ـور لا يتجاوز حالياً الـ 20 حرفياً، مضيفاً أن معظمهم بلا عمل نظراً للأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد وإحجام السوريين عن دفع تكاليف يعتبروها إضافية على وضع شواهد لقبـ.ـور مـ.ـوتاهم.

اقرأ أيضاً: سوريا.. توجهات نحو تطبيق التجربة الكورية لترقية الوضع المعيشي وتجاوز الحصار الاقتصادي

تجدر الإشارة إلى أن سعر القبـ.ـر في بعض المناطق في دمشق قد وصل إلى نحو 17 مليون ليرة سورية أي ما يعادل نحو 5200 دولاراً أمريكياً، وهو مبلغ تعجـ.ـز عن تأمينه كثير من العائلات السورية، الأمر الذي يجعلهم يضطرون للبحث عن قبـ.ـور خارج العاصمة بحيث تكون أسعارها مقبولة نوعاً ما.

ويتزامن ما سبق وسط حديث عن بوادر انهـ.ـيار اقتصادي تام يلوح في الأفق، كما يترافق ذلك مع توقعات بانخفاض متسارع وقياسي ستشهده الليرة السورية أمام الدولار والعملات الأجنبية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: