أخر الأخبار

فيروس كورونا يصل إلى مناطق جديدة حول العالم.. حقائق وأرقام مخيفة!

فيروس كورونا.. لا بد أنك سمعت عن هذا الفيروس خلال الأيام القليلة الماضية، فقد تصدرت أخبار انتشاره ومخاطره مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

لكن بعض الأخبار عن سرعة انتشار الوباء وارتفاع عدد الوفيات بسببه كانت مقتصرة على ذكر الأرقام دون الخوض في الحديث عن المخاطر الحقيقية التي تشير إلى إمكانية تحول المرض إلى جائحة قد يصعب السيطرة عليها.

ولكي نفهم طبيعة فيروس كورونا الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي، وبدأ بالانتشار منذ عدة أيام، وانتقل إلى العديد من دول العالم بعد أن أخفقت بكين بالسيطرة عليه والحد من انتشاره، لا بد أن نسرد بعض الحقائق والأرقام التي تثير القلق.

بداية ظهور فيروس كورونا في الصين

مع بداية شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، بدأ بعض العمال الذي يعملون في محلات مخصصة لبيع المأكولات البحرية والحيوانات يعانون من التهابات رئوية غريبة.

وعندما قاموا بزيارة الأطباء وبعض المراكز الطبية، لم يكن بمقدور أي طبيب أن يحدد نوع هذا الالتهاب، إذ قيل لهم أن سببه لم يعرف بعد، وأنه لا وجود لأي لقاح أو علاج في الوقت الراهن.

بعد فترة وجيزة تم إحصاء أكثر من شخص قد أصيبوا بهذا النوع من الالتهاب المجهول السبب، والغريب في الأمر أن جميع المصابين كانوا يعيشون في ذات المدينة التي تقع وسط الصين واسمها مدينة “ووهان”.

هذا الأمر جعل الأطباء في المدينة في حيرة من أمرهم، فهذا النوع من الالتهاب جديد كلياً ولا وجود لأي معلومات حول طرق العلاج منه، مما أثار بعضاً من القلق، لكن مجمل التوقعات كانت تقول أنها مجرد موجة مرضية عابرة.

ومع نهاية العام الماضي وتحديداً في اليوم الأخير منه، تفاقمت حالة أحد المصابين بالمرض الذين يعانون من هذا الالتهاب، فتمكن الأطباء من استخراج بعض العينات من هذه الحالة، ليكتشفوا أن المريض مصاب بفيروس يشبه إلى حد كبير “فيروس كورونا”.

وكان من بين أكثر الأمور التي أثارت الشكوك واستغراب الأطباء أنه لا وجود إلا لستة أنواع من فيروس كورونا من الممكن أن يصاب بها الإنسان، إذ يعتبر النوع المكتشف نوعاً جديداً تم تصنيفه كنوع سابع، وتمت إدراجه ضمن عائلة فيروسات كورونا تحت مسمى “nCoV-2019”.

فيروس كورونا

تحول المرض إلى وباء مخيف

تتدرج أعراض الإصابة بفيروس كورونا من الشعور بنفس أعراض نزلات البرد وصولاً إلى إمكانية موت المصاب، وبحسب معظم الدراسات فإن الفيروس ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان، والأمر المخيف والمثير للقلق هو موت عدد كبير من المصابين به، لكن دون أن ينتشر وينتقل من شخص لآخر لقلة عدد المصابين.. هذا فيما يتعلق بأنواع الفيروس الستة المعروفة.

أما بالنسبة للنوع السابع الجديد من فيروس كورونا المكتشف حديثاً، فإن الأمر يختلف كلياً، حيث اجتاح هذا الفيروس مدناً بأكملها في الصين خلال 15 يوماً مع بداية عام 2020، وظهرت بعض الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس.

وبعد أن تمكن الفيروس من قتل عدد من الناس، دقت منظمات الصحة ناقوس الخطر، وتمكنت من السيطرة على انتشار الوباء مؤقتاً، لكن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة بشكل مفاجئ بالفترة بين 18 و 22 كانون الثاني/يناير الحالي.

في تلك الفترة ارتفعت أعداد المصابين بالفيروس الجديد من قرابة 160 مصاب إلى حوالي 550 مصاب، واستطاع فيروس كورونا أن يودي بحياة 20 شخص تقريباً من المصابين.

هنا تحديداً بدأت المنظمات الصحية في الصين بالقلق، وأدركت أن الأمر قد يتحول إلى وباء وجائحة تجتاح العالم بأسره، فالنوع السابع من فيروس كورونا بإمكانه أن ينتقل من إنسان إلى آخر بخلاف الأنواع الستة السابقة التي لا تنتقل بهذه السهولة والسرعة.

وأكثر ما يدعو للقلق أن الفيروس بدأ بالانتشار من مدينة “ووهان” بسبب موقعها وسط الصين، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة وجعل انتشار الوباء أكثر سرعة في هذا البلد، إذ ازدادت أعدد المصابين بالفيروس في الصين بشكل متسارع، حيث سجلت 300 حالة جديدة خلال يوم واحد فقط، وبالتحديد يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري.

فيروس كورونا

إعلان حالة الطوارئ القصوى في الصين

لم تتمكن الحكومة الصينية من تدارك الوضع الخطير الذي خرج عن السيطرة، فقامت يوم أمس بالإعلان عن حالة الطوارئ القصوى في الصين.

وأصدرت الحكومة الصينية مجموع من التعليمات الصارمة، وطالبت السكان بوضع كممات وأقنعة واقية، كما تم إصدار أوامر بإغلاق جميع الأسواق التي تبيع مأكولات بحرية أو لحوم، فضلاً عن توجيه الناس لشراء الخضار والفواكه كون البلاد تتعرض لوباء وجائحة غير مسبوقة.

وعلى الرغم من جميع الاجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية إلا أن بعض الحالات قد بدأت تسقط في شوارع مدينة ووهان الصينية على مرأى جميع الناس.

عندها بدأت حكومة بكين بدق ناقوس الخطر عالمياً، وتواصلت مع منظمات الصحة العالمية، ومنعت مواطني المدينة من الخروج، حيث أغلقت مدينة “ووهان” بشكل كلي، بالإضافة إلى حوالي 10 مدن مجاورة لها.

فبدت المدينة أشبه بمدينة أشباح، فجميع سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة لا يخرجون من بيوتهم خوفاً من الإصابة بالفيروس، وحفاظاً على ما تبقى من مدخرات وموارد تبقيهم على قيد الحياة، خاصة أن نهاية الأمر لا تزال مجهولة.

فيروس كورونا يصل إلى مناطق جديدة حول العالم

إن أكثر الأمور المخيفة والمرعبة في فيروس كورونا أنه وعلى الرغم من قيام السلطات الصينية بكامل الاجراءات التي تحد من انتشاره داخل الصين، إلا أن الفيروس استطاع أن يتخطى حدود البلاد، وانتقل إلى دول أخرى.

وقد وردت العديد من التأكيدات عن وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان وكوريا وتايلند واستراليا، وبعض دول الشرق الأوسط منها السعودية التي سجلت فيها أول حالة منذ يومين.

عندها قررت الحكومة الصينية إصدار قرار بالحجر الصحي، وعلى الرغم من ذلك تفاقم عدد الحالات ووصل إلى قرابة 1200 حالة، وهذه الحالات موثقة، مع تأكيدات بوجود حالات أخرى كثيرة لم يتم توثيقها.

وقد ازداد قلق منظمة الصحة العالمية، وطالبت دول العالم بالاستعداد لاحتمال تحول فيروس كورونا إلى جائحة تجتاح العالم، خاصة بعد أن ترك عدد كبير من سكان “ووهان” المدينة الموبوءة، وهاجروا إلى مناطق مجاورة، فقد انخفض معدل استخدام شبكة الانترنت في المدينة من 100 بالمائة إلى ما يقارب 80 بالمائة.

فيروس كورونا
صورة توضح انخفاض مؤشر استخدام الانترنت في مدينة ووهان الصينية بعد انتشار فيروس كورونا

طرق الوقاية من الإصابة بـ “فيروس كورونا” في ظل عدم توفر أي علاج

حتى هذه اللحظة لا يوجد أي لقاح أو دواء يعالج المصابين بالفيروس الجديد، ولكن توجد بعض الطرق التي قد تساعد على الوقاية من الإصابة بالعدوى من أهمها: العناية بالنظافة الشخصية بشكل أكبر، وغسل اليدين باستمرار مع استخدام وسائل التنظيف كالصابون.

بالإضافة إلى عدم لمس الأنف أو الفم في حال كانت اليد غير نظيفة، مع محاولة الابتعاد عن التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين أو الذين يعانون من أعراض مشابهة لأعراض الإصابة بـ “فيروس كورونا”.

وقد سجلت صباح اليوم 25 كانون الثاني يناير 2020، وفاة أحد الأطباء العاملين في مستشفى داخل مدسنة “ووهان”، كما ارتفعت أعداد المصابين إلى قرابة 1300 حالة، ووصل عدد الوفيات إلى 45 شخص بسسب الوباء الجديد في الصين.

كما أصدرت وزارة التعليم العالي الصينية تعميماً صباح اليوم جاء فيه: “وفقاً للمنظمات الصحية ووزارة الصحة، فإن فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان، قد أصبح جائحة وبائية طارئة تتطور بسرعة وتنتقل إلى شتى أنحاء العالم، لذلك نوصي بالحذر وارتداء الأقنعة حفاظاً على سلامة الجميع”.

عناوين صحفية مرعبة عن فيروس كورونا الجديد

(علماء يعتقدون أن هناك 350 ألف شخص سيُصاب بالفايروس بمدينة ووهان لوحدها).

(ممرضة: جثث الأموات ملقاة على أرضية المستشفيات).

(حصار 14 مدينة وإلغاء احتفال سنوي وإلغاء مدينة ديزني).

(100 حفّار لبناء مستشفى في 5 أيام فقط، وذلك لوضع المرضى فيه).

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: