أخر الأخبار

هل فتح “بوتين” الباب أمام رحيل “بشار الأسد”..؟

تحدث الخبراء الإسرائيليون المختصون في سياسات الشرق الأوسط عن حملة الانتقادات التي شنها الإعلام الروسي ضد “بشار الأسد” ونظامه، وفسـ.ـاد حكومته.

وأبدا الإعلام العبري اهتماماً كبيراً بالتقارير التي نشرتها وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية حول فسـ.ـاد النظام السوري، وعدم قدرة رأس النظام “بشار الأسد” على إدارة شؤون البلاد.

وأشار الخبراء الإسرائيليون إلى أن أكثر من 120 مادة صحفية صدرت عن وسائل إعلام روسية، على مدى 4 أيام متتالية، وذلك عقب تقرير وكالة الأنباء الفيدرالية.

ولفتوا أن حملة وسائل الإعلام الروسية ضد الأسد ونظامه، ظهرت وكأنها حملة منظمة، حيث استمرت 4 أيام متتالية ومن ثم اختفت نهائياً،وكان موضوع فسـ.ـاد نظام الأسد محور المواد الصحفية في مختلف الوسائل الإعلامية.

وذكرت صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” أن رواية الإعلام الروسي حول حملة الانتقادات ضد نظام الأسد كانت سخـ.ـيفة للغاية، حيث تحدثت الرواية أن سوريا دولة مدنية ديمقراطية وليست دولة دكتـ.ـاتورية.

وأضافت الصحيفة متسائلة كيف لإعلام روسيا أن يتحدث بهذه الطريقة ودول العالم أجمع تعلم أنه في سوريا الأسد لا وجود لانتخابات حرة ونزيهة، ولا قيمة لرأي الشعب والمجتمع.

وأشارت إلى أن وكالة الأنباء التابعة لكبير طباخي الكرملين، والتي كانت المصدر الرئيسي لجميع التقارير التي خرجت من وسائل الإعلام الروسية ، قد قامت بإزالة التقارير الأصلية التي انتقدت فيها الأسد ونظامه.

وأوضحت أن التقارير التي وجهت الانتقاد لرأس النظام السوري “بشار الأسد” بشكل مباشر، قد تم إزالتها أو التعديل عليها بعد تعرضها للرقـ.ـابة، فيما لا تزال بعض المواد الصحفية التي تحدثت عن فسـ.ـاد رئيس الوزراء في حكومة نظام الأسد “عماد خميس” موجودة كنوع من التـ.ـأديب له، حسب وصف الصحيفة.

كما أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن مركز “مالكفيتش” الروسي، قام بدوره بإزالة نتائج الاستطلاع بخصوص الانتخابات الرئاسية في سوريا عام 2021، من الموقع الإلكتروني، حيث يظهر الرابط معـ.ـطلاً في الوقت الحالي.

وأشارت إلى أن تصريحات السفير الروسي السابق في دمشق، والتي قال فيها أن نظام الأسد يمر في أسوأ أحواله منذ بداية عام 2011 حتى اللحظة، قد تم إزالتها أيضاً.

وحول إنهاء حملة الانتقادات الروسية ضد بشار الأسد ونظامه بشكل سريع تقول الصحيفة: “إن ذلك يمكن أن يفسر بعدة طرق، من بينها أن القصد من الحملة هي أن تثبت للنظام السوري أن وسائل الإعلام الروسية قادرة على أن تضـ.ـره متى شاءت”.

كذلك أثبتت الحملة للأسد أن الإعلام الروسي قادر على تحقيق أهدافه في حال قرر مواجـ.ـهة النظام السوري في فترة وجيزة، وبطرق سهلة للغاية.

وأضافت الصحيفة احتمالاً آخر هو أن تكون الحكومة الروسية طلبت من “بريغوجين” طباخ الكرملين، بأن يوقف حملة الانتقادات ضد النظام السوري، مشيرة في الوقت ذاته أن وقف الحملة قد يكون بطلب مباشر من بشار الأسد.

وأوضحت أن كل التفسيرات تدعم وجهة النظر التي تقول بأن هدف حملة الانتقادات الرئيسي هو أن يلاحظ النظام السوري أن خطاب الإعلام الروسي نحوه قد طرأ عليه تغيير.

اقرأ أيضاً: “طلاس” يكشف عن سبب الخـ.ـلاف بين روسيا ونظام الأسد..!

ولفتت أن الحملة التي شنها الإعلام الروسي قد حظيت باهتمام كبير على مستوى العالم، مضيفة أن الكثير من المحللين قد استنتجوا أن التقارير الصادرة عن وسيلة إعلام تابعة لشخص مقرب جداً من “بوتين” قد يكون مفادها أن “بوتين” قد فتح الباب أمام رحيل “بشار الأسد”، وأن ذلك يمثل تراجع روسيا عن دعم بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا.

وأشارت إلى أن كبير طباخي الكرملين “بريغوجين” يمتلك مصالح تجارية خاصة به في كل من سوريا ودول أخرى حول العالم، موضحة أنه يحاول دائماً أن يدعم أهدافه عبر الاستفادة من صلته الوثيقة بصناع القرار في الكرملين.

وأكدت أن الحملة الأخيرة ضد النظام السوري، والتي قادها “بريغوجين” عبر وسائل إعلام تابعة له، لا تخرج من هذا الإطار، حيث أنه يريد أن يظهر قدرته على خلط الأوراق وإثارة الرأي العام قبل انتخابات الرئاسة المقبلة في سوريا عام 2021.

ورأت الصحيفة أن الهدف الرئيسي من حملة الانتقادات التي طالت رأس النظام السوري “بشار الأسد” غير معروف بشكل دقيق حتى الآن.

لكنها في الوقت نفسه قالت إن انتشار فيروس كورونا، ربما وفر لروسيا أرضية مناسبة من أجل ممارسة بعض الضغوطات على نظام الأسد، وذلك بهدف الحصول على امتيازات اقتصادية أو سياسية إضافية، أو من أجل التمهيد للبدء بعملية الحل السياسي في سوريا دون شـ.ـروط مسبقة يضعها الأسد.

وأوضحت الصحيفة أن كل التحليلات التي تدور حول فكرة أن روسيا قد تعبت من الأسد، أو تفكر باستبداله هي غير صحيحة مطلقاً.

وأضافت أن روسيا لا تملك بديل آخر عن “بشار الأسد”، مشيرة أن النفوذ الروسي داخل سوريا محدود، وبدون بقاء الأسد لا يمكن أن تضمن موسكو مصالحها على الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً: هل بدأ الخناق يضيق على عنق بشار الأسد ونظامه..؟

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى الدروس التي يجب على إسرائيل أن تتعلمها من تعامل روسيا والإعلام الروسي مع بشار الأسد ونظامه، حيث قالت إن روسيا ليست متوحدة كما تبدو، وأن أي شيء يصدر عن الإعلام الروسي ليس بالضرورة أن يعبر عن وجهة نظر “بوتين”.

كما لفتت إلى أن روسيا ليست مسيطرة على كامل الأراضي السورية، ولا وجود لها في كل مكان في سوريا، موضحة أن على الروس ممارسة ضغوطات معينة على نظام الأسد من أجل ضمان الحفاظ على مصالحهم، وأن موسكو لا تحصل على ما تريد بسهولة كما يظن البعض.

وأخيراً أشارت الصحيفة إلى الصـ.ـراع الذي يلوح في الأفق بين روسيا وإيران، من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية إضافية على الأراضي السورية، وذلك مع قرب التوصل إلى حل لما يحصل في سوريا منذ 9 سنوات وحتى يومنا هذا.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: